حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، من زيادة المخاوف التي يواجهها كأس العالم لكرة القدم في قطر 2022، في خضم الاضطرابات المتصاعدة خلال الآونة الأخيرة خاصة في منطقة الخليج العربي.
وذكرت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها على موقعها الالكتروني، أن أزمات تنظيم مونديال 2022 في قطر، عادت إلى الأضواء مجددًا خلال الأيام الماضية، في ظل تفاقم التصعيدات الراهنة بالمنطقة، لا سيما بعد قرار الاتحاد الأمريكي لكرة القدم بإلغاء أحد معسكراته التدريبية في قطر على خلفية التوترات الأخيرة بعد مقتل القائد الإيراني البارز قاسم سليماني.
وأوضحت "واشنطن بوست" أنه منذ منح حقوق تنظيم البطولة إلى قطر، واجه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، العديد من الانتقادات المتوالية حول شبهات الفساد الخاصة بعملية التصويت بعد أن وقع الاختيار على الدولة الخليجية التي تملك سجلًا متقلبًا في مجال حقوق الإنسان، فضلًا عن حرارة الصيف العالية التي دفعت الاتحاد إلى إقامة البطولة في فصل الشتاء بخلاف البطولات السابقة.
وأشار التقرير إلى عدد من القضايا والأمور التي يكتنفها الخوف بشأن سلامة آلاف المشجعين بالإضافة إلى 32 فريق مشارك في البطولة، لا سيما أن الإمارة المضيفة للمونديال تقع في منطقة استراتيجية بين المملكة العربية السعودية وإيران.
ونوهت الصحيفة إلى الاضطرابات التي اندلعت آوائل العام الجاري بعد أن استهدفت غارة أمريكية في العراق، قائد قيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وأدت إلى مقتله، فيما ردت إيران بتوجيه ضربة صاروخية إلى الأهداف الأمريكية في سوريا بواسطة الصواريخ الباليستية.
وأضاف التقرير، أنه بالتزامن مع التصعيدات الأخيرة بين البلدين، كان المنتخب الوطني الأمريكي يستعد لإقامة معسكر تدريبي لمدة ثلاثة أسابيع في الدوحة، قبل أن يتم إلغاؤه بعد تحذيرات الحكومة الأمريكية اللاحقة للأمريكيين في المنطقة.
وتسائل التقرير قائلًا: "هل كان الفريق الأمريكي في خطر وشيك في الدوحة، التي تقع على مسافة قريبة من منطقة نزاع مثل بغداد؟"، لافتًا إلى أنه في حالة تصاعد الأمور كان من الممكن أن يصبح هدفًا، إلا أنه تم اتخاذ تدابير وقائية.
وذكرت "واشنطن بوست" أنه بينما يتعلق القرار بيد "الفيفا"، إلى أنه يمضي قدمًا في خطته، حيث أقيمت بطولة كأس العالم للأندية في قطر الشهر الماضي.
وقالت الصحيفة إن المخاوف الأمنية في منطقة الخليج، بدأت في التراجع ثم عادت مجددًا منذ بداية العام الجاري، وتساءلت: "من يدري كيف سيبدو العالم بعد 34 شهرًا من الآن؟".
واستنكر التقرير رفض كافة الدعوات المطالبة بنقل كأس العالم من قطر بسبب مخالفات عملية التصويت، فضلًا عن قضايا حقوق الإنسان، وزيادة حوادث الوفيات بين العمال الأجانب الذين ساهموا في تأسيس الملاعب، مشيرًا إلى أن كل هذه الأمور لم تحرك ساكنًا لدى "الفيفا".
واختتمت "واشنطن بوست" تقريرها مؤكدة أن الشيء الوحيد الذي كان من الممكن أن يعرقل خطط "الفيفا" الكبرى هو الاضطرابات الإقليمية، ولكن الأحداث الأخيرة أثبتت أن هذا الأمر ربما ليس واردًا تمامًا.