يطلّ علينا الثالث من ديسمبر اليوم العالمي للمعاقين هذا العام وحالة الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن تزداد تدهورًا بفعل الحرب المستمرة التي خلّفت آلاف الضحايا وحرمت الآلاف منهم من فرص الرعاية والتأهيل. إنّ قضايا واحتياجات المعاقين باتت تحتل المراتب الأخيرة في سلّم الأولويات بعدما استنزفت آلة الحرب كل الطاقات والإمكانات وأنتجت يوميًا المزيد من الإعاقات والمعاناة.
نحتفل بهذا اليوم بينما فقد كثير من المعاقين حياتهم نتيجة غياب الرعاية الصحية والعلاج الضروري. ونحتفل به فيما تستمر الحرب في خلق مئات الحالات الجديدة يوميًا، في ظل تراجع شديد في التمويل المخصص لرعايتهم الأمر الذي ضاعف من حجم التحديات أمام أسرهم والمؤسسات المعنية بخدمتهم.
لقد تراجعت البرامج التأهيلية التي كانت تتيح للمعاقين فرص الاندماج في المجتمع؛ تراجعت حكوميًا وانكشف خلال هذه السنوات زيف كثير من الوعود التي رفعتها بعض المنظمات الإنسانية، بينما بقي المعاق يواجه مصيره وحده.
وأنا كأحد المعاقين في هذا الوطن أتوجه بنداء صادق إلى كل المتناحرين في اليمن بضرورة إيقاف الحرب فورًا حتى يتوقف عدّاد الإعاقة عن الارتفاع يومًا بعد يوم. كما أدعو كافة الأطراف إلى احترام القوانين الدولية، وفي مقدمتها حظر زراعة الألغام التي تُعد من أخطر الأدوات المسببة للإعاقة وتهدد حياة المدنيين والرعاة في مختلف المناطق.
كما أطالب الحكومة اليمنية بالالتفات الجاد لاحتياجات المعاقين وعدم تركهم عرضة للإهمال والعمل على تفعيل دور وزارة الشؤون الاجتماعية التي غاب دورها بشكل شبه كامل خصوصًا في هذه المرحلة الحساسة.
وأوجه نداءً للمنظمات الدولية أن تتعامل مع جميع المعاقين دون تمييز وألّا تحصر اهتمامها بمعاقي الحرب فقط، فالجميع بحاجة إلى الرعاية والدعم وإعادة التأهيل.
وأدعو أيضًا إلى ضرورة إعادة تشغيل البرامج التأهيلية التي أصابها الشلل إذ أن تعطيلها يُعد كارثة حقيقية على مستقبل آلاف الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن. كما أدعو الجمعيات المتخصصة العاملة في مجال الإعاقة إلى كسر حاجز الصمت وعقد لقاءات دورية ومنتظمة حتى نتمكن من إيصال صوتنا للعالم والخروج من دائرة هذه المعاناة الثقيلة.
وفي الختام…
كل عام وجميع الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن والعالم بخير وعافية وكرامة.
محمد صالح مجمبل
مدير التدريب والتأهيل – جمعية المعاقين حركيًا – محافظة المهرة