يعاني المواطنون في محافظة لحج من تدهور مستمر في خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية، رغم الوعود المتكررة بوجود “أنظمة حديثة” وتطويرات في البنية التحتية. إلا أن الواقع اليوم يكشف عكس ذلك تمامًا؛ فشبكة الإنترنت في العديد من مناطق المحافظة أصبحت شبه معدومة، أو بالكاد تعمل في “آخر رمق”، الأمر الذي يعيق مصالح الناس ويزيد من معاناتهم اليومية في ظل عالم يعتمد بشكل كامل على الاتصال الرقمي.
سنترال بئر عمر… عبء فوق طاقته منذ التسعينيات
السنترال الرئيسي في بئر عمر، والذي أنشئ في بداية التسعينيات لتغطية عدد محدود من المشتركين، أصبح اليوم المصدر الوحيد لخدمة آلاف المواطنين في مناطق الوهط وصبر وعدد من الأحياء والمناطق المجاورة التي نشأت خلال الثلاثة العقود الماضية. هذا التوسع العمراني الكبير لم يقابله أي توسع في البنية التحتية للاتصالات، ما أدى إلى تحميل السنترال ما يفوق قدرته التصميمية بأضعاف.
وبحسب شكاوى الأهالي، فإن المسافات البعيدة عن السنترال، إضافة إلى كثافة المشتركين، أصبحت سببًا رئيسيًا في ضعف الخدمة، في وقت يمتلك فيه المواطنون اليوم احتياجات أكبر بكثير مما كانت عليه في التسعينيات.
سنترال الوهط… مجمّد بلا تجهيزات
ورغم وجود مبنى مجهز لسنترال في الوهط، إلا أنه حتى اليوم بلا تشغيل فعلي ولا تجهيزات فنية، بينما يضطر السكان للاعتماد على سنترال بئر عمر البعيد عنهم، في تجاهل واضح لاحتياجات الناس وتزايد الطلب على خدمات الاتصالات.
أين وزارة الاتصالات؟
يتساءل أبناء لحج عن دور وزارة الاتصالات وإدارة الاتصالات في عدن:
لماذا لا يتم تحديث الشبكات الأرضية؟
لماذا لا يتم تفعيل السنترالات الجديدة أو توسعة القديمة؟
ولماذا تُترك خدمة الإنترنت متخلفة لدرجة أن تحميل 1 ميجا يحتاج لدقائق طويلة؟
المواطنون يؤكدون أن الخدمة وصلت إلى مرحلة لا تليق بدولة أو محافظة تتطلع لأن تكون جزءًا من العالم الرقمي، وأن ما يحدث اليوم هو تعثر تقني وإداري يجب أن يتوقف.
مناشدة عاجلة
وعليه، يرفع المواطنون في لحج مناشدتهم للجهات التالية:
وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات
الهيئة العامة للاتصالات عدن
إدارة اتصالات محافظة لحج
وذلك للإسراع في:
1. تحديث شبكة الخطوط الأرضية القديمة.
2. توسعة سنترال بئر عمر أو إنشاء سنترالات رديفة.
3. تجهيز وتشغيل سنترال الوهط فورًا للتخفيف عن السنترال القديم.
4. تطوير سرعات الإنترنت بما يتناسب مع متطلبات العصر، ووقف سياسة الترقيع المستمرة.
إن بقاء خدمة الإنترنت في محافظة لحج بهذه الصورة الهشة لا يضر المواطن فقط، بل يعيق التعليم، والاقتصاد، والأعمال، وحتى الجهات الحكومية نفسها.
فالمواطن لا يريد سوى خدمة مستقرة تليق بحقوقه، ويأمل أن يجد هذه المرة من يجيب.