كشف تقرير دولي جديد صادر عن برنامج الأغذية العالمي (WFP) بالتعاون مع مؤشر الجوع العالمي لعام 2025، عن ارتفاع مقلق في معدلات الجوع وسوء التغذية في اليمن، خصوصًا بين الأطفال دون العامين، محذرًا من أن الأوضاع مرشحة لمزيد من التدهور بحلول نهاية العام الجاري، في بلد يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وأوضح التقرير، الصادر في أكتوبر الماضي، أن اليمن لا يزال يعاني من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أن بيانات الرصد الميداني أظهرت انخفاضًا كبيرًا في تنوع النظام الغذائي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و23 شهرًا، وارتفاع معدلات فقر التغذية الحاد بين هذه الفئة العمرية.
وأكد التقرير أن نحو 34% من الأطفال دون سن الخامسة أُصيبوا بالإسهالات خلال سبتمبر 2025، ما جعلهم أكثر عرضة لسوء التغذية الحاد في ظل ضعف الخدمات الصحية.
وأشار التقرير إلى أن معدلات الفقر الغذائي الشديد بين الأطفال بلغت 32.5% خلال سبتمبر، مع تسجيل نسبة أعلى في مناطق سيطرة الحوثيين (36%) مقارنة بمناطق الحكومة المعترف بها دوليًا (29%)، وهو ما يعكس تفاوتًا جغرافيًا واضحًا في توزيع الأمن الغذائي داخل البلاد. كما أظهر المسح أن 61% من الأسر اليمنية غير قادرة على تأمين الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية اليومية.
وبحسب التقرير، فإن نصف الأسر تقريبًا — بنسبة 49% — اضطرت إلى تقليص كمية الطعام المخصصة للبالغين لصالح الأطفال، في واحدة من أبرز استراتيجيات التكيّف السلبي لمواجهة النقص الحاد في الغذاء. ولفت إلى أن النازحين داخليًا هم الأكثر تضررًا، حيث أفاد 42% منهم بأنهم يعانون من مستويات جوع متوسطة إلى شديدة، بينما سجلت مناطق سيطرة الحوثيين أعلى نسب الحرمان الغذائي بين النازحين (45%) مقارنة بـ33% في مناطق الحكومة.
وأورد التقرير أن تدهور الوضع الأمني والاقتصادي يُفاقم من أزمة الغذاء، حيث أشار مؤشر السلام العالمي لعام 2025 إلى أن اليمن حلّ في المرتبة الخامسة بين الدول الأقل سلامًا عالميًا، موضحًا أن الهجمات الحوثية على موانئ البحر الأحمر تسببت في انخفاض الواردات الغذائية بنسبة 23%، والواردات الوقائية بنسبة 26% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام.
ويحذر التقرير من أن مناطق سيطرة الحوثيين تواجه خطر مجاعة غير مسبوقة، خاصة بعد وقف العديد من المنظمات الدولية دعمها الإنساني والإغاثي لتلك المناطق، احتجاجًا على اعتقالات الحوثيين لموظفيها واستمرارهم في نهب المساعدات وعرقلة وصولها إلى المستحقين.
ويؤكد برنامج الأغذية العالمي أن استمرار هذا الوضع دون تدخل عاجل قد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة تهدد ملايين اليمنيين، معظمهم من النساء والأطفال.