قالت مصادر أمنية متطابقة إن المدعو علي حسين الحوثي، نجل مؤسس المليشيا الحوثية الصريع حسين بدر الدين الحوثي، بدأ خلال الأيام الماضية ممارسة مهام وزير الداخلية فعليًا في مناطق سيطرة الجماعة، خلفًا لعمه عبدالكريم الحوثي الذي تشير معلومات مؤكدة إلى مصرعه في غارة إسرائيلية استهدفت عددًا من قيادات ما تُعرف بحكومة الانقلاب في صنعاء قبل أسابيع.
وبحسب المصادر، فقد أجرى علي الحوثي تغييرات واسعة في الهيكل الأمني لوزارة الداخلية، شملت قرارات بتعيين مديري أمن جدد وتنقلات في عدد من الأقسام بمحافظتي إب وصنعاء، في خطوة وُصفت بأنها تهيئة رسمية لتوليه منصب الوزير ضمن التشكيل الحكومي الحوثي المرتقب إعلانه خلال الأيام المقبلة.
وشملت قرارات التعيين الأخيرة نقل غانم جزيلان من إدارة البحث الجنائي في محافظة إب إلى مدير البحث في مديرية شعوب بالعاصمة صنعاء، إلى جانب تدوير شامل لمديري أقسام الشرطة في إب، وسط ترجيحات بتوسيع العملية لتشمل محافظات أخرى خاضعة للحوثيين.
وأكدت المصادر أن علي الحوثي – الذي يحمل رتبة لواء رغم عدم امتلاكه أي مؤهلات عسكرية أو أكاديمية – يعد الرجل الأول داخل الوزارة حاليًا، مستفيدًا من غياب عمه عبدالكريم الحوثي منذ الغارات الإسرائيلية الأخيرة، التي أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 80% من أعضاء حكومة الانقلاب أثناء اجتماع سري في منزل القيادي الحوثي زبارة بصنعاء.
كما رجحت المعلومات أن عبدالكريم الحوثي قُتل خلال تلك الغارة، بينما أُصيب محمد ناصر العاطفي، منتحل صفة وزير الدفاع في حكومة الجماعة، بإصابة خطيرة أدت إلى بتر ساقه. وأشارت المصادر إلى أن القياديين لم يظهرا منذ أغسطس الماضي، كما غيبا عن جنازة زكريا الشامي الغماري منتحل صفة رئيس هيئة الأركان، وهو ما عزز الشكوك حول حالتهما الصحية.
وتعرف جماعة الحوثي بسياسة التكتم الشديد على مصير قياداتها، إذ دأبت على إخفاء مقتل أبرز عناصرها لفترات طويلة خشية انهيار معنويات أتباعها. وكانت قد أخفت مقتل الغماري منذ أواخر أغسطس الماضي، قبل أن تعلن عنه رسميًا بعد أكثر من شهرين.
ويرى مراقبون أن بروز نجل مؤسس الجماعة في موقع أمني رفيع يؤكد الطابع الوراثي للعائلة الحوثية في إدارة مفاصل المليشيا ومؤسسات الدولة المختطفة، وتحول الوزارات والأجهزة الأمنية إلى ممتلكات عائلية يتم توزيعها بين أبناء وأقارب مؤسس الحركة.