محلي

الخطاب السبتمبري للسفير أحمد علي..كعنوان لمرحلة جديدة

وسام عبدالقوي

|
قبل 14 ساعة و 51 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لم يكن خطاب الذكرى الثالثة والستين لثورة ٢٦ سبتمبر هو الخطاب الأول الذي ألقاه أو يلقيه السفير أحمد علي عبدالله صالح، فقد سبقته العديد من الخطابات التي كتبها وألقاها السفير قبل وبعد رفع العقوبات عنه، وفي العديد من المناسبات المختلفة.. ولكنه (أي خطاب سبتمبر الأخير) بدا من خلال التعامل إزاءه والتفاعل الجماهيري معه ومن خلال محتواه أيضاً، وكأنه الأول لاعتبارات كثيرة ليس أولها ما يجري من قبل عصابة الحوثيين من رد فعل تجاه سبتمبر، ولا آخرها رد فعلهم تجاه سعادة السفير وظهوره في هذه الفترة الزمنية.. وهو الظهور الذي استشعر الجميع من خلاله رسالة صريحة بتغير في معادلات وجدية مواجهة العصابة من قبل الشرعية والمجتمع الدولي على السواء..

ومن جانب أكثر تركيزاً فقد ظهر تغير واضح في صيغة الخطاب الذي ألقاه الأخ السفير، على خلاف ما جاء في مختلف خطاباته السابقة، خصوصاً في ما يتعلق بالأزمة اليمنية وانقلاب مليشيا الحوثيين.. فقد ظهر في هذا الخطاب إعلان صريح عن عودة مؤكدة للسفير إلى الواجهة السياسية، وبعث رسالة واضحة لليمنيين من جهة وللمليشيا الانقلابية من جهة أخرى بأن هناك مكانا أساسيا له في المعادلات القادمة للأزمة والمواجهة.. وهو ما أعاد وكرر بعثرة الأوراق لدى الحوثيين وأثار حفيظتهم، لتظهر ردود فعلهم مشحونة بغضب مشوب بالخوف والقلق، مما هم مقدمون عليه في المرحلة الحالية وأيامها ومفاجآتها القادمة..!!

إن أكثر ما يراهن عليه الحوثيون منذ بداية انقلابهم هو شتات قوى الشرعية، وأكثر ما يجسد ذلك الشتات هو انعدام وجود الشخصية القيادية التي يمكنها أن تحقق قبولاً كبيراً وإجماعاً أو على الأقل غلبة شعبية، تمكنها من إحكام القبضة على مسارات المواجهة الفعلية معهم، ويدركون تماماً أن شخصية كشخصية السفير أحمد علي، سواء في الجانب السياسي والشعبي أو في الجانب العسكري، هي من يمكن أن تشكل تهديداً حقيقياً لوجودهم واستمرار انقلابهم.. لذلك نرى مدى استنفارهم وقيامة قائمتهم، كلما ظهر مجرد ذكر لسعادة السفير، فما بالنا بظهوره شخصياً وإعلانه المباشر عن ضرورة تغيير واقع المرحلة ومواجهة المليشيا لإنهاء انقلابها المشئؤم..؟!

لقد شدد السفير وأكد صراحة في هذا الخطاب على ضرورة التحام جميع القوى الوطنية لمواجهة المشروع الإيراني الخبيث، واستعادة العاصمة صنعاء وبقية المدن والمناطق المختطفة والمحتلة من أيدي أزلام هذا المشروع وأُجرائه الرخاص (الحوثيين).. وقال صراحة: "إن الخلاص من الميليشيا الكهنوتية قد أصبح قريبا".. وفي هذه العبارة وحدها رسالة قوية وهامة بكون هذه المرحلة مفصلية ومختلفة عما سبقها، وأنه ستتغير في محتواها كل التفاصيل المتعلقة بالانقلاب الإرهابي لجماعة الحوثيين.. 

لقد حمل الخطاب رسالة وطنية مهمة لكل القوى السياسية ولعموم أبناء اليمن، وتحددت فيه الأولويات الأساسية، التي ينبغي الوقوف عندها والعمل عليها، وفي مقدمة كل ذلك الوقوف في وجه مشروع إيران التخريبي والخلاص من ذنبها الحوثي، الذي لا يزال يمارس انقلابه العنصري الخبيث على الأرض اليمنية.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية