شنت مليشيا الحوثي، خلال الأسبوع الماضي، حملة اختطافات واسعة استهدفت عشرات التربويين والناشطين في مديرية حيفان جنوبي محافظة تعز، في خطوة أثارت موجة من الاستنكار المحلي والحقوقي.
وقالت مصادر محلية إن المليشيا أقدمت على اعتقال ما يزيد عن 50 تربوياً وناشطاً مجتمعياً من مختلف مناطق المديرية، واقتادتهم إلى سجن الصالح في منطقة الحوبان شرق مدينة تعز، والذي يُعرف بأنه أحد أكبر مراكز الاحتجاز التابعة للحوثيين.
وأضافت المصادر أن عملية الاختطاف جرت في أوقات متفرقة، عبر مداهمة منازل المستهدفين أو استدعائهم بذريعة الحضور لاجتماعات "إلزامية"، قبل أن يتم اقتيادهم قسراً إلى الحوبان، وسط قلق بالغ لدى أسرهم على مصيرهم.
وأشارت مصادر حقوقية إلى أن غالبية المختطفين من الكوادر التربوية، بينهم مدراء مدارس ومعلمون، بالإضافة إلى ناشطين يعملون في مجالات إنسانية وخيرية، ما يعكس سعي الجماعة إلى إخضاع المجتمع المحلي وفرض سيطرتها بالقوة على المؤسسات التعليمية والمدنية.
وحملت أسر المختطفين مليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن سلامتهم وحياتهم، مطالبة بسرعة الإفراج عنهم دون قيد أو شرط، كما دعت منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية إلى التدخل العاجل للضغط على الحوثيين من أجل إطلاق سراحهم، ووقف سياسة القمع والاختطافات التي تنتهجها الجماعة.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه محافظة تعز أوضاعاً إنسانية ومعيشية صعبة، حيث يفاقم استمرار الاعتقالات التعسفية والقيود المفروضة على السكان من معاناتهم اليومية، ويحد من نشاط الكوادر التعليمية التي تمثل ركيزة أساسية في استقرار المجتمع.