يستحضر اليمنيون في الذكرى الـ43 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام مسيرة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الذي ارتبط اسمه بقيادة البلاد لأكثر من ثلاثة عقود ونصف، قاد خلالها التحولات السياسية والتنموية، وحقق إنجازات لا تزال حاضرة في ذاكرة الأجيال.
ارتبطت مسيرة الرئيس صالح بالمنجز التاريخي الأهم المتمثل في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، التي أنهت عقودًا من التشطير والتشرذم، ومثّلت نقطة انطلاق لعجلة البناء والتنمية في مختلف ربوع الوطن.
سياسيًا، رسّخ الرئيس صالح نهج الحوار والتسامح، وفتح آفاق التعددية الحزبية والمشاركة الشعبية عبر صناديق الاقتراع، من خلال إقامة الانتخابات البرلمانية والرئاسية وانتخابات المجالس المحلية، ليضع بذلك أسس الدولة المدنية الحديثة.
كما تمكن من قيادة البلاد إلى بر الأمان عقب حرب صيف 1994، وأجهض المحاولات الإريترية للسيطرة على أرخبيل حنيش عبر الترافع في المحكمة الدولية، فيما نجح بحكمة في إنهاء أعقد النزاعات الحدودية مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.
وفي الجانب الأمني والعسكري، واجه الرئيس صالح تمرد المليشيا الحوثية في ست حروب بين أعوام 2004 و2010، محاصرًا الجماعة في معاقلها بمحافظة صعدة، في مسعى للحفاظ على الدولة وأمنها واستقرارها.
وعلى صعيد التنمية، شهدت اليمن خلال فترة حكمه نهضة شاملة شملت تشييد المدارس والمعاهد والجامعات، وإنشاء شبكة واسعة من الطرق والجسور، وتطوير الصناعات، واستخراج النفط والغاز، وبناء محطات الكهرباء والسدود، وفي مقدمتها إعادة بناء سد مأرب التاريخي.
كما توسعت خدمات الصحة والاتصالات لتصل إلى القرى والمناطق النائية، وهو ما اعتبره كثيرون نقلة نوعية في تاريخ الخدمات العامة بالبلاد.
وخارجياً، عزز الرئيس علي عبدالله صالح حضور اليمن الإقليمي والدولي، ونسج علاقات متوازنة مكنت اليمن من لعب أدوار محورية في محيطه العربي والدولي.
ويؤكد مراقبون أن إرث تلك الحقبة لا يزال علامة فارقة في مسيرة الدولة اليمنية الحديثة، وأن شخصية صالح القيادية تركت بصمة خالدة في ذاكرة اليمنيين باعتباره "قائدًا استثنائيًا وزعيمًا سياسيًا لا يُنسى".