قوبلت التصريحات الأخيرة لميليشيا الحوثي بشأن "جهوزيتها" لنصرة النظام الإيراني في حال اندلاع مواجهة مع إسرائيل، بسخرية واسعة في أوساط المواطنين في العاصمة صنعاء، الذين استهجنوا هذه العنتريات التي وصفوها بـ"التهريجية"، معتبرين أن الجماعة تحاول تكرار خداعها المعتاد لصانعها الإيراني، كما تخدع المخذولين في غزة الذبيحة بشعارات زائفة ومقذوفات هزيلة.
وتنوعت التعليقات الشعبية في المقاهي والأسواق وأوساط الناشطين بين التندر من فاعلية هذا "الدعم الحوثي"، الذي – بحسب تعبير البعض – لا يتجاوز مقذوفًا أو مقذوفين عشية رأس السنة، كإسقاط واجب لا أكثر أمام أنصارها، وبين تساؤلات لاذعة عن مصير مليارات الدولارات التي أنفقتها إيران خلال العقود الماضية لبناء نفوذ إقليمي ومنشآت نووية سرعان ما تلاشت أمام الضربات الإسرائيلية، دون أن تجد نصيرًا حقيقيًا.
ويرى مواطنون أن ميليشيا الحوثي تسعى دائمًا لتقمص دور "المخلّص" أو "السّاموراي" الوفي، لكنها في الحقيقة لا تمارس إلا الكذب والتضليل، وتستخدم شعارات المقاومة والجهاد غطاءً لنهب اليمنيين والتنكيل بهم، دون أن تطلق رصاصة جادة واحدة إلا باتجاه أبناء الوطن.
ويؤكد كثيرون أن الحوثيين، منذ انقلابهم على الدولة قبل عشر سنوات، لم يُسجلوا أي فعل جهادي حقيقي ضد إسرائيل، بل حولوا اليمن إلى ساحة حرب مفتوحة، أزهقوا فيها الأرواح، ومزقوا النسيج الاجتماعي، وأغرقوا البلاد في الفقر والمجاعة، بينما إيران – التي دعمتهم من الإبرة إلى الصاروخ – اكتفت بمراقبة أدواتها من بعيد وهي تحارب بالوكالة دون كلفة.
وفي خضم الضربات التي طالت منشآت إيران واغتيال علمائها وقادة أذرعها، يجد الحوثي نفسه اليوم مطالبًا بإثبات الولاء من جديد، في مشهد اعتبره كثيرون تكرارًا لعبث طويل انتهى بانكشاف المشروع وارتداده على أصحابه.
وفيما يستمر مرشد النظام الإيراني في إطلاق مناشداته للعرب والمسلمين لمساندته، يرى يمنيون أن الوقت قد حان ليرحل هذا المشروع الطائفي، ويترك اليمنيين يقررون مصيرهم بحرية، ويعيدوا بناء دولتهم على أسس المواطنة، والتكامل مع محيطهم العربي بروح الندية والاحترام.