محلي

اليوم العالمي لحرية الصحافة... والواقع المؤلم في اليمن

علوان اليوسفي

|
01:56 2025/05/03
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

في الثالث من مايو، يحتفي العالم بحرية الصحافة بوصفها ركيزة أساسية للديمقراطية، لكن في اليمن يتحول هذا اليوم إلى مرآة عاكسة لمعاناة الصحفيين وسط واحدة من أسوأ بيئات العمل الإعلامي في العالم.

على امتداد الجغرافيا اليمنية، يواجه الصحفيون قمعًا ممنهجًا من أطراف متعددة، في مقدمتهم مليشيا الحوثي الإرهابية، فالاعتقال التعسفي، والإخفاء القسري، والمحاكمات الجائرة باتت أدوات معتادة لإسكات الأصوات المستقلة. الأخطر من ذلك هو استخدام القضاء كأداة للترهيب، مع صدور أحكام سجن وإعدام بحق صحفيين بسبب تقاريرهم وآرائهم.

أكثر من 2600 انتهاك موثق ضد الصحفيين خلال العقد الماضي تكشف حجم المأساة، وتؤكد أن حرية التعبير ليست فقط مقيدة، بل مستهدفة بشكل مباشر. في ظل هذا الواقع، لم يعد الصحفي يواجه فقط خطر القصف أو الجوع، بل أيضًا خطر الكلمة التي يكتبها.

الإفلات من العقاب يعمّق الأزمة. لا تحقيقات مستقلة، ولا محاسبة للجناة، ما يجعل من الانتهاكات حالة مستمرة تغذيها الحصانة غير المعلنة التي يتمتع بها المنتهكون.

في اليوم العالمي لحرية الصحافة، لا نحتاج شعارات جديدة، بل موقفًا دوليًا جادًا يضمن الإفراج عن الصحفيين المعتقلين، ووقف محاكمتهم خارج القانون، وضمان بيئة تحترم حرية التعبير.

حرية الصحافة ليست مطلبًا نخبويًا، بل حقٌا أصيلا يرتبط بحق المجتمع كله في المعرفة. فبدون صحافة حرة، لا أمل في عدالة، ولا تقدم، ولا سلام حقيقي في اليمن.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية