جدل عقيم ونزاع لا يمكن وصفه إلا بالغباء ومضيعة الوقت، حول من قام بقتل المواطنين الأبرياء في حي (فروة - شعوب)..!! والأكثر غباء من ذلك أن ينخرط في هذا الجدل طرف الشرعية، وينشغل به عن أمور وواجبات أكثر أهمية واستدعاء للاهتمام والتحرك، بما يفيدها وينفع الوطن والشعب في هذه الظروف، التي تعد فرصة مهمة لتقوم فيها الشرعية بما لم تقم به، وربما ما لم تستطع القيام به طوال عشر سنوات..!!
وأصف الأمر بالجدل العقيم ومضيعة الوقت، لأننا كيمنيين، لا نحتاج إلى التأكيد على أن ما يحدث في بلادنا هو بسبب انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية، التي قتلت من اليمنيين أكثر مما قتل التحالف أو الأمريكان أو غيرهم ماضيا وحاضراً، وأن من لم يقتل بيدها المدنسة فقد قتل بسبب منها ومن فكرها الانقلابي، ونتيجة لطمعها في ما هو ليس من حقها، بسبب طمعها في السلطة المطلقة، وهو الهدف الذي تتمترس به وراء ادعاءات ودعاوى لم تعد تنطلي على اليمنيين..!!
ولنقول الحقيقة لا سواها إذا كان هناك من شريك لهذه العصابة، في الوقوف وراء ما حدث ويحدث لنا ،منذ بداية الانقلاب في 2015م، فهو الشرعية نفسها التي تقف مكتوفة الأيدي، فيما الشعب الذي يثق بها ويراهن عليها يتجرع الويلات والمصائب التي إن لم تأته من الأرض، فالسماء طريقها إليه..!! فلو لم تفز العصابة بما فازت به من تنازلات كبيرة وخطيرة من قبل الشرعية حتى الآن، ما كان لما حدث ولما يحدث أن يحدث على الإطلاق، ولما عشنا ونعيش كل المآسي والآلام التي لا تندمل جروحها..!!
اليوم يدفع اليمنيون في صنعاء وفي الحديدة وفي غيرهما من المدن والمناطق، ثمن تلك التنازلات، وكأنه لا يزال ينقصهم أن يضحوا بعد كل التضحيات والمواجع والشتات وانعدام الأمن وتلاشي جدران الوطن، الذي يحتمون به..!! فهل كان ليحدث كل هذا الخراب والفقد واليأس لو أن الشرعية قامت بواجبها الذي اكتسبت شرعيتها من التزامها بالاضطلاع به..؟! بالطبع لا.. ولذلك تظل الشرعية سبباً أولاً وليس ثانياً وعاملاً رئيسياً وليس فرعياً في كل ما يتكبده اليمن واليمنيون.. ولا مفر أو مناص من ذلك، ما لم تقم بواجبها ما دامت الفرصة قد حانت والمواعيد أزفت لفعل ذلك.