محلي

ليست حربنا ولكنها فرصتنا..!! (2-2)

وسام عبدالقوي

|
12:11 2025/04/19
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

إن التعامل مع الوضع الراهن والأحداث التي تجري الآن، بما فيها هجمات الأمريكان على جماعة الحوثي، تعد واحدة من الفرص الهامة، وربما هي إشارة إلهية لأن نغتنم اللحظة، إذا آمنا حقاً بمظلومية شعبنا، بأحقيته في الحياة الكريمة التي يستحقها، مع إيماننا المطلق بأن الله تعالى في نصرة المظلوم، وأن الخذلان ليس من صفات الله، ولا يرتضيه لنفسه، ولكنه قد يكون من صفات البشر، ولا أظن إنساناً يرتضي لنفسه صفة تعالى عنها الله سبحانه وتعالى.. وإن خذلان الشعب اليمني في حال كالذي هو فيه اليوم، لأبشع ما قد يكون الخذلان..

إنها فرصة يجب أن نعض عليها بالنواجذ ونحذر من أن نفوتها، لأنها قد لا تتكرر بما هي عليه الآن من صفة وتهيئة وظروف، وإن تفويتها لا شك سيورثنا ندماً لا نبرأ منه ولا من تبعاته ما حيينا.. إنها لحظتنا الفارقة وربما الموعودة من بعد صبر طويل مرير، لأن ننقض على عدونا وعدو وطننا وعدو الله، الحوثي المارق الذي حول بلادنا إلى هذا الركام من الوجع والفقد والفقر واللا أمان، وإن تفويتنا لفرصة كهذه سيصبح دلالة دامغة على أننا لا نبالي بوطننا ولا بشعبنا، الذي يقاسي المرارات تحت نير وجور هذه العصابة الأفاكة، وإثبات على أن كل شعاراتنا الوطنية ودعاوى الخصومة مع الحوثي مجرد كلام زائف، لا مكان للجدية فيه..!!

نعرف ويعرف العالم أجمع أننا، كما وصفنا الله تعالى، ذو بأس شديد، وأننا إذا ما اعتزمنا أن نشق الأرض والفضاء، فلن تقف في طريقنا قوة إلا قوة الله، ولعمري أن الله لا يرضى بما يحل بهذا الشعب الحزين، وليس للباطل في حكمه رضى، ولذلك لن نجده جل وعلا إلا في صفنا معينا وسنداً، ونحن نسعى لتخليص بلدنا وشعبنا من لوث وشر هذه الجماعة الدموية الفاسدة.. فما الذي يمنعنا اليوم من أن نستغل ظروف اللحظة، ونلبي استغاثات هذا الشعب التي لم تتوقف عن التعالي منذ أكثر من عقد من الزمان..؟! ما هي الأعذار والمبررات التي سنواجه بها ضمائرنا ووطننا وربنا، وقد تكيفت وتهيأت لنا الفرص لنكون في صف الحق والعدل والشعب المظلوم..؟!

إن تفريطنا في فرصة كهذه سيعود علينا بالشر والوبال، ومع احتمال عدم تكرار مثل هذه الفرصة، إنما نعلن عن يأس موجع، وتخل عن كل شعاراتنا وواجباتنا الوطنية والإنسانية.. وليس ذلك وحسب، بل سيكون هذا الخذلان للوطن والشعب من جهة أخرى مناصرة للانقلاب ومن يقف وراءه، لأننا لو فقدنا أو فوتنا هذه الفرصة، فمن شبه المؤكد أن يتوحش الانقلاب ويقوى، كما أشرنا في الجزء الأول من هذه المقالة، وقد يصبح من بعدها لو نجا منها، أقوى بكثير من حاله الآن، أياً كان أثر استهدافه من قبل أمريكا، فلن يكسره ذلك، بل قد يجعل منه (لا قدر الله) أكثر صلابة وفتكاً حتى يغدو قوة نافذة يخافها الداخل والخارج.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية