محلي

الشرعية وشرعنة الانقلاب..!!

وسام عبدالقوي

|
02:29 2025/03/26
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

منذ بداية الانقلاب الحوثي المشئوم كثيراً ما أطلقنا العنان للسخرية وأفلتنا سيقانها للريح، كلما تابعنا خبراً من صنعاء يطلق صفة الدولي على فعالية أو مؤتمر ينظم برعاية المليشيا المنقلبة، على اعتبار أن سلطة هذه المليشيا مجرد سلطة انقلابية معزولة عن العالم، بل معزولة عن ٨٠% من أرض اليمن التي تدعي وتحاول منذ عشر سنوات شرعنة سلطتها المنهوبة عليها..!! وكثيرة هي الفعاليات والمؤتمرات والمعارض التي نظمتها سلطة الانقلاب مذاك محاولة إضفاء صفة الدولية عليها، مع أنها لا تتجاوز العاصمة أو إحدى المدن التي تحت سلطة المليشيا، بل لا تكاد تتجاوز المكان أو الحي وربما القاعة التي نظمت فيها..!!

ومن تلك الفعاليات ما تطلق عليه المليشيا مؤتمر (فلسطين قضية الأمة المركزية) الدولي، الذي يتزامن انعقاده دائما مع ذكرى يوم القدس العالمي، المؤتمر الذي تشهد صنعاء منذ ثلاثة أيام أحداث دورته السنوية الثالثة.. فقد بدأ هذا المؤتمر في دورته الأولى بمشاركات محلية بحتة، وفي دورته الثانية اكتفى المنظمون بطرح أو قراءة أوراق لباحثين ومشاركين من خارج اليمن دون حضورهم، بفعل أن الجماعة وسلطتها تشهدان حصاراً خارجيا ودوليا، ومن الصعوبة بمكان وجود مشاركات خارجية تضفي عليه صفة الدولية.. في ظل الحصار المفترض الذي يجعل المليشيا وسلطتها تعيش واقعا معزولا، فكأنما تصرخ في صحراء مقفرة..!!

ويبدو أن هذا الواقع الانعزالي البائس الذي وقع فيه حال المؤتمر في دورتيه السابقتين، قد أثر كثيراً على سلطة الشرعية (التي يفترض أنها الخصم الأول والممثل لكل اليمنيين ضد الانقلاب)، وساء قيادة الشرعية عدم الاعتراف بالمليشيا وعزلها، فكان لا بد من أن تسجل حضورها الشهم مع الانقلاب، وذلك بتبربر إطلاق صفة الدولية على فعالياته ومؤتمراته، فما كان منها إلا أن تساهم جاهدة ووفية بالتبرع بجزء من شرعيتها للانقلاب، والمساعدة في تحقيق صفة الدولية على تلك الفعاليات.. وذلك بالتساهل وربما التسهيل في حضور ومشاركة عدد من الوفود العربية والإسلامية والدولية، وممثلي الفصائل الفلسطينية، وضيوف آخرين من الوطن العربي وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والشمالية، كما ورد في تصريحات الانقلاب، للتواجد في صنعاء والمشاركة في المؤتمر، ولا يستبعد كما قال قائل أنها، أي الشرعية، هي من تحمل تكاليف النقل والطيران..!!

وفاء إنساني ووطني وقومي لا يعلى عليه تثبته الشرعية مع الانقلاب، وكأنما تريد القول للجميع أن هذا الانقلاب جزء منها، ولا بد من الاعتراف به وعدم عزله عن العالم.. في الوقت الذي كانت ولا تزال هذه الشرعية نفسها عبر خطابها وناشطيها لا تكاد تعترف بالمناسبة التي يقام على هامشها هذا المؤتمر (يوم القدس العالمي) وذلك لكونه فكرة مزايدة ومغالطة وضعها نظام الخميني في إيران، وظل ولا يزال يزايد بها، فيما حقيقة الأمر تفضح أنه ونظامه وما سمي بعد ذلك بمحور المقاومة الذي يدعي انقلاب صنعاء الانضمام إليه، لم يقدموا جميعا لفلسطين شيئا يذكر، إلا ما زاد ويزيد الاحتلال الصهيوني تعمقا واستفحالاً..!!

في الأخير لا بد من الإشارة إلى أنه كثيراً ما نتأت منذ بداية الانقلاب، إشكالات وخلافات حول فتح مطار صنعاء أمام الحالات الإنسانية وضرورات سفر اليمنيين، للعلاج والدراسة والعمل، وهي حاجات وضرورات أساسية ملحة، وكثيرا ما فشلت مبادرات التدخل لتجنيب هذا الشأن بعيداً عن الخلاف بين الشرعية والانقلاب.. وكثيرا ما عشعش القهر في قلوب اليمنيين بسبب ذلك وما قضى الأمراض نحبهم في انتظار الاتفاق حول هذا الشأن الحيوي الإنساني..!! وها نحن اليوم يتضاعف قهرنا ونحن نشاهد ونشهد توافد الوفود من أصقاع الأرض للمشاركة في مؤتمر المزايدة الحوثية/الإيرانية في صنعاء، مؤكداً دولية هذا المؤتمر.. دون تدخل أو رفض أو حتى اعتراض من قبل قوى الشرعية، التي تدعي منذ عشر سنوات أنها الخصم الرئيسي للانقلاب ولمن يقف وراءه وبالتحديد نظام الملالي في إيران..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية