تعاني مناطق نائية في محافظة لحج من أزمة مياه خانقة، تفاقمت خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، نتيجة الجفاف وشح المشاريع المائية، ما جعل السكان يواجهون صعوبات يومية للحصول على المياه، وسط غياب الحلول المستدامة.
معاناة يومية للحصول على المياه
بحسب مصادر محلية، فإن العديد من القرى في لحج تفتقر إلى مشاريع مياه صالحة للشرب، مما يجبر الأهالي، وخاصة النساء والأطفال، على قطع مسافات طويلة تصل إلى عدة كيلومترات يوميًا لجلب المياه من مصادر غير نظيفة ومكشوفة، مثل البرك والآبار السطحية، والتي غالبًا ما تكون ملوثة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي.
وأفاد عدد من الأهالي أن رحلة البحث عن المياه باتت عبئًا يوميًا يستهلك ساعات طويلة، حيث يضطرون لاستخدام الحمير أو الأواني البلاستيكية المحمولة على الأكتاف لجلب كميات محدودة من المياه، لا تكفي سوى للاحتياجات الأساسية، مثل الشرب والطهي، بينما تظل احتياجات النظافة والاستحمام محدودة بسبب شح المياه.
مخاطر صحية وتزايد الأمراض
تعتمد بعض القرى على مصادر مياه غير آمنة ومعرضة للتلوث، مما أدى إلى انتشار بعض الأمراض المرتبطة بتلوث المياه، مثل الإسهالات الحادة وأمراض الجهاز الهضمي والجلدية، خصوصًا بين الأطفال وكبار السن.
ويحذر مختصون من أن استمرار هذه الأزمة دون حلول عاجلة قد يؤدي إلى تفشي الأوبئة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، وهو ما يستدعي تدخلًا سريعًا من الجهات المعنية لتوفير مصادر مياه نظيفة ومستدامة.
غياب المشاريع وضعف التدخلات الإنسانية
ورغم أن الأزمة مستمرة منذ سنوات، إلا أن التدخلات الحكومية والمنظمات الإغاثية لا تزال محدودة، حيث لم تشهد الكثير من القرى أي مشاريع مياه تلبي احتياجات السكان. ويؤكد أهالي المناطق المتضررة أنهم يعتمدون في بعض الأحيان على جهود فردية وتبرعات خيرية لشراء المياه المنقولة عبر الصهاريج، والتي غالبًا ما تكون مرتفعة التكلفة، ما يجعلها خيارًا غير متاح لكثير من الأسر ذات الدخل المحدود.
مطالبات بحلول مستدامة
يطالب الأهالي الجهات المختصة والمنظمات الإنسانية بضرورة إيجاد حلول جذرية ومستدامة، مثل حفر آبار جديدة، وإنشاء شبكات مياه محلية، وتوفير مضخات تعمل بالطاقة الشمسية لضمان وصول المياه الصالحة للشرب إلى القرى المحتاجة.
كما دعا الناشطون في المجال الإنساني إلى إطلاق حملات دعم ومبادرات مجتمعية، تساهم في تخفيف معاناة السكان، خصوصًا في ظل تزايد الحاجة إلى المياه خلال شهر رمضان، حيث ترتفع معدلات الاستهلاك، وتصبح المعاناة أكثر وضوحًا مع ارتفاع درجات الحرارة.
تبقى أزمة المياه في مناطق لحج تحديًا كبيرًا أمام السكان، حيث تتفاقم المعاناة مع استمرار الجفاف وغياب مشاريع البنية التحتية المائية. وبينما يأمل الأهالي في تدخل عاجل يوفر لهم مصدرًا مستدامًا للمياه النظيفة، لا تزال الأزمة بحاجة إلى جهود حقيقية من الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية لإنهاء معاناة آلاف الأسر التي تكافح يوميًا من أجل الحصول على أبسط حقوقها الأساسية.