في مثل هذا اليوم الذي يأتي هذا العام متزامنا مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان وبعمر ليلة القدر تأتي ذكرى ميلاد الزعيم علي عبدالله صالح لتذكر اليمنيين بقائدٍ فذ شهدوا خلال فترة حكمه ميلاد اليمن الجديد.
في مثل هذا اليوم الـ21 من مارس قبل ألف شهر وفي زمن كانت اليمن معزولة عن العالم وتغرق في ظلام الكهنوت ويعيش الشعب اليمني وضعا مأساوياً وحياة بدائية، شهدت قرية بيت الأحمر بمديرية سنحان في محافظة صنعاء ميلاد المواطن الانسان علي عبدالله صالح.
وكغيره من الأطفال المولودين في زمن الكهنوت ولد وترعرع علي عبدالله صالح بلا طفولة وحُكم عليه بالشقاء والبؤس والحرمان، وأن يعيش مكبلا بقيود الخرافة وثلاثية الفقر والجهل والمرض التي فُرض على اليمنيين توارثها جيلا بعد جيل لأكثر من ألف عام.
دخل علي عبدالله صالح معترك الحياة منذ نعومة أظافره ودفعته قسوة العيش لأن يتحمل العبء صغيرا ويقتطف من تعب الأيام وقسوة تضاريس الجبال حلما وإصراراً على تغيير واقعه وأن لا يكون رقما يضاف إلى قائمة سجناء الظلام الكهنوتي.
لكن ولأن النجوم لا تشرق إلا حين تُظلمُ الاُفق أشعل علي عبدالله صالح في ليل الكهنوت قنديلا استمد وهجه من شموس الفجر الجديد في الـ26 من سبتمبر عام 1962 وبعزيمة اليماني الحر تحول الحلم إلى مشعلٍ من مشاعل الثورة التي بددت الظلام ومزقت أزمنة الاستبداد وصنعت فجر الحرية والانعتاق ونقلت اليمن واليمنيين من ظلمات العصور الوسطى وبدائية الحياة إلى القرن العشرين.
غادر الشاب المتقد بالحلم قريته النائية واتجه إلى مركز الفجر السبتمبري في صنعاء وانضم إلى صفوف المدافعين عن الثورة والجمهورية التي سرعان ما أصبح جنديا من جنودها ونجما من نجومها الذين أوكلت إليهم مهمة ملاحقة فلول الكهنوت الإمامي المتربصة بالثورة والجمهورية الوليدة.
انتصرت الثورة والجمهورية وبالدماء كتب المدافعون عن مبادئها أسماءهم في سجلات المجد وبعزيمة المقاتل المتطلع للغد الأفضل أصبح الجندي علي عبدالله صالح ضابطاً ثم قائدا لأهم المعسكرات ثم قائدا للواء تعز، ثم منقذا للثورة والنظام الجمهوري في زمن انهيار الدولة وتلاشي مؤسسة الحكم في العام 1978م.
اليوم وفي ظل ما تشهده اليمن من انهيار سياسي واقتصادي بعد استيلاء مليشيا الكهنوت على السلطة وسيطرتها على مؤسسات الدولة يتذكر اليمنيون الزعيم علي عبدالله صالح، كرمز وطني وعنوان لتاريخ حافل بالإنجازات السياسية والتنموية التي شهدتها اليمن، مؤكدين أن الرئيس الصالح سيظل الغائب الحاضر وصاحب الميلاد المتجدد في ذاكرة اليمنيين.