محلي

أطباء بلا حدود": تصاعد خطير في سوء التغذية في اليمن

اليمن اليوم

|
02:30 2025/03/21
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

دقّت منظمة أطباء بلا حدود ناقوس الخطر بشأن سوء التغذية في اليمن، إذ تتجاوز احتياجات الناس بكثير قدرات العلاج الحالية، ما يؤكّد على وجود أزمة إنسانية عميقة. 
وبين يناير 2022 وديسمبر 2024، عالجت المرافق التي تدعمها أطباء بلا حدود 35442 طفلاً دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية في خمس محافظات هي عمران، وصعدة، وحجّة، وتعز، والحديدة. 
وتعكس هذه الأرقام معاناة الأسر المستمرة في توفير الغذاء والحصول على الرعاية الصحية بعد سنوات من الصراع وعدم الاستقرار، والتي فاقمها تدهور اقتصاد البلاد.  

وسلّط تقرير جديد صادر عن منظمة أطباء بلا حدود بعنوان "تصاعد موجة سوء التغذية في اليمن: الاتجاهات الموسمية 2022- 2024" الضوء على الأرقام المثيرة للقلق التي شوهدت في المنشآت التي تدعمها المنظمة.
وكشفت البيانات الواردة من المرافق التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود في اليمن على مدى السنوات الثلاث الماضية عن زيادة في حالات دخول المستشفيات للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية دون سن الخامسة (حتى 59 شهراً)، مع فترات ذروات موسمية أطول وأحمال حالات هائلة خلال أشهر الذروة.
وأظهر التقرير أنه في عام 2024، دفع موسم ذروة سوء التغذية مراكز التغذية العلاجية للمرضى الداخليين التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود إلى ما هو أبعد من حدودها. 
ومع القدرة على التوسّع إلى 120 سريراً خلال موسم ذروة سوء التغذية، سجّل مستشفى عبس في محافظة حجة معدّل إشغال هائل للأسرّة بنسبة 200% في سبتمبر 2024، تلاه 176% في أكتوبر، وهي أعلى مستويات في السنوات الست الماضية.
وتم قبول ما يقرب من 14 ألف طفل وأكثر من 13.5 ألف  طفل في المرافق التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود لتلقي العلاج في عامي 2023 و2024 على التوالي.
ونظراً للطلب المتزايد على رعاية سوء التغذية في شمال اليمن، وسّعت منظمة أطباء بلا حدود برامجها التغذوية في عامي 2022 و2023 سعياً لتلبية هذه الحاجة. 
ومع وجود ستة مرافق تدعمها المنظمة تقدّم الآن خدمات استقرار التغذية للمرضى الداخليين منذ عام 2023، استقبلت المنظمة ما يقرب من 5900 طفل إضافي يعانون من سوء تغذية معقّد في عام 2024 مقارنةً بعام 2022.
وبينما عزّزت منظمة أطباء بلا حدود قدرتها العلاجية، إلا أنها لا تستطيع تلبية جميع الاحتياجات. 
ومع كل موسم سنوي لسوء التغذية، تكتظ المرافق بالأطفال المحتاجين للرعاية، ويعاني الكثير منهم أيضاً من الحصبة والكوليرا والإسهال المائي الحاد. 
وفي سبتمبر الماضي، وخلال موسم الذروة السنوي لسوء التغذية، وصلت معدّلات إشغال الأسرّة في معظم المرافق التي تدعمها أطباء بلا حدود إلى مستويات مرتفعة للغاية. ففي مستشفى السلام بمحافظة عمران، ارتفعت نسبة إشغال الأسرّة إلى 254% في ذلك الشهر. وغالباً ما يجبر موظّفو الرعاية الصحية على تقديم الرعاية للمرضى في ممرّات مزدحمة وأماكن مؤقتة.
وأدّى تعليق وتقليص برامج المساعدات الغذائية إلى تفاقم معاناة الناس في جميع أنحاء اليمن. وفي العامين الماضيين تلقى أكثر من 10 آلاف طفل العلاج في المرفق الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى الضحي بمحافظة الحديدة.
وأشار تقرير منظمة أطباء بلا حدود إلى أن سوء التغذية يتفاقم نتيجة لضعف البنية التحتية للرعاية الصحية وضعف تغطية التطعيم، من بين عوامل أخرى. 
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، اعتباراً من أبريل 2024، كان ما يقرب من 46% من المرافق الصحية في اليمن تعمل جزئياً أو معطّلة تماماً.
وفي ضوء الانخفاضات المفاجئة والكبيرة في تمويل المساعدات الإنسانية لليمن، شدّدت أطباء بلا حدود على أن استمرار مشاركة المانحين وتمويلهم المرن من الجهات المانحة الرئيسية يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن. وأوضحت: "سيساعد التمويل الكافي والمستمر، إلى جانب تعزيز الشراكات بين وزارة الصحة والجهات المانحة والشركاء المنفّذين، على إحياء مراكز الرعاية الصحية وضمان تقديمها خدمات فعّالة للمجتمعات المحلية والمناطق الأكثر تضرّراً".
وحثّت هذه الجهات المعنية على توسيع جهود التطعيم المجتمعية للحد من الأمراض التي يمكن الوقاية منها مثل الحصبة والكوليرا والإسهال المائي الحاد.
وأكدت أن هناك حاجة ملحة لتحسين برامج توزيع الغذاء المستهدفة في اليمن، إذ ستضمن هذه الجهود حصول النساء الحوامل والمرضعات، وكذلك الأطفال دون سن الخامسة، على التغذية التي يحتاجونها قبل أن تهدّد صحتهم. 
وخلص التقرير إلى أنه "بدون عمل جماعي سريع، ستزداد معاناة الفئات الأكثر ضعفاً في اليمن في ظل نظام صحي مثقل بالأعباء وارتفاع معدّلات سوء التغذية".
 

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية