بينما يحتفل العالم بـ اليوم العالمي للمرأة، تعيش النساء اليمنيات واقعًا مريرًا فرضته سنوات الحرب المستمرة، حيث لم يعد هذا اليوم يحمل لهن سوى المزيد من الأوجاع والمعاناة اليومية التي تتفاقم مع تصاعد الأزمة الإنسانية.
فقد دفعت الحرب المستعرة آلاف النساء إلى تحمل أعباء غير مسبوقة، حيث وجدن أنفسهن في مواجهة تحديات قاسية بعدما فقدن المعيل أو أُجبرن على النزوح، ليصبحن المسؤول الأول عن إعالة أسرهن في ظل انعدام فرص العمل وغلاء المعيشة.
وتقول أم محمود، نازحة في أحد مخيمات مأرب: "لم يكن يخطر في بالي يومًا أن أجد نفسي مضطرة للعمل خارج المنزل، لكن الحرب شتت شمل أسرتي، وأصبحت أعيل أطفالي ببيع الخبز في المخيم كي لا نموت جوعًا."
وفي الأسواق، بات مشهد النساء العاملات مألوفًا، حيث تزايدت أعدادهن كبائعات متجولات أو عاملات في مهن بسيطة، في محاولة لمواجهة ظروف الحياة القاسية. أم علي، بائعة في أحد أسواق عدن، تؤكد أن العمل أصبح خيارًا إجباريًا للبقاء قائلة: "بعدما فقدت زوجي في الحرب، لم أجد وسيلة أخرى لإعالة أطفالي سوى العمل في السوق، رغم المخاطر وصعوبة الظروف."
وبحسب تقارير أممية، فإن أكثر من 80% من النساء في اليمن يعانين من الفقر، فيما تعاني آلاف النازحات من أوضاع معيشية كارثية في المخيمات، حيث يفتقرن إلى أبسط مقومات الحياة، وسط تراجع الدعم الإنساني وتفاقم الأزمة الاقتصادية.
ورغم هذا الواقع المأساوي، لا تزال المرأة اليمنية تكافح من أجل البقاء، وتتصدر المشهد في مواجهة الأزمات، حيث أصبحت رمزًا للصمود في ظل حرب طالت كل تفاصيل حياتها، لتؤكد أن نضالها لا يقتصر على الحقوق السياسية والاجتماعية، بل يشمل اليوم معركة يومية من أجل تأمين لقمة العيش لعائلتها.