محلي

رمضان في مخيمات النزوح.. صيام بطعم التشرد والحرمان

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 20 ساعة و 30 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

في مخيمات النزوح شرق مدينة مارب، يمر أكثر من مليوني نازح بشهر رمضان للعام العاشر على التوالي، وسط ظروف معيشية قاسية ومعاناة لا تنتهي. 

فالنازحون الذين أجبرتهم الحرب على ترك منازلهم، يعيشون رمضانهم هذا العام بين الأمل واليأس، متمنين أن يكون الأخير في هذه المخيمات، التي أصبحت ملجأً قسريًا لأحلامهم المؤجلة.

ومع أذان المغرب، تجتمع العائلات النازحة حول موائد إفطار متواضعة، حيث تقتصر معظم الوجبات على الخبز، التمر، والقليل من الأرز أو العدس، بينما تفتقر العديد من الأسر إلى الحد الأدنى من المواد الغذائية الأساسية.

يقول محمد القحطاني، أحد النازحين في مخيم الجفينة: "كنا نستقبل رمضان في منازلنا بفرح، واليوم نستقبله تحت الخيام وسط الحر والغبار، لا نملك سوى الدعاء بأن نعود يومًا إلى بيوتنا."

وتعاني المخيمات من نقص حاد في المساعدات الغذائية، حيث تقلصت برامج الإغاثة بسبب تراجع الدعم الدولي وغياب الاهتمام الحكومي. ومع ارتفاع أسعار السلع الغذائية، أصبحت القدرة على تأمين وجبة إفطار متكاملة أمرًا شاقًا لمعظم النازحين.

فيما يؤكد أحمد سعيد، وهو متطوع في إحدى الجمعيات الخيرية: "الوضع يزداد سوءًا عامًا بعد عام، فالمساعدات لم تعد تكفي، وهناك أسر تفطر على الماء والخبز فقط."

إلى جانب شح الغذاء، يواجه النازحون أزمة مياه صالحة للشرب، حيث يعتمد الكثير منهم على صهاريج متنقلة بأسعار مرتفعة. كما أن غياب الكهرباء يزيد من معاناتهم، حيث ترتفع درجات الحرارة في المخيمات، ما يجعل الصيام أكثر صعوبة.

ورغم هذه الظروف القاسية، يتمسك النازحون بالأمل في العودة إلى ديارهم. يقول علي محسن، وهو رب أسرة نزحت قبل سنوات: "كل عام ننتظر الفرج، وندعو الله أن يكون هذا رمضاننا الأخير في المخيم، فقد تعبنا من حياة النزوح."

يستمر رمضان في مخيمات النزوح ضيفًا ثقيلًا، يمر على النازحين محمّلًا بالحرمان والمعاناة، فيما تبقى أماني العودة إلى الديار حلمًا يراود الجميع، وسط ظروف قاسية لا تزال تنتظر حلولًا جذرية لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية