يُعد مسجد معاذ بن جبل في منطقة الحنك التاريخية بمحافظة شبوة واحدًا من أقدم المساجد الريفية في اليمن، حيث يعود بناؤه إلى القرن التاسع الهجري، ما يجعله صرحًا دينيًا وتاريخيًا شهد على تحولات الزمن، وظل حتى اليوم وجهة دينية ومنارة علمية لطلاب العلم.
لأكثر من خمسة قرون، لعب المسجد دورًا بارزًا في تعليم العلوم الشرعية، حيث كان الطلاب من مختلف مناطق شبوة يقصدونه لتلقي دروس المعلامة، الفقه، وعلوم الدين، ما جعله أحد المراكز العلمية التقليدية التي ساهمت في نشر المعرفة الدينية في المنطقة.
يتحدث صالح محسن صالح، وهو شخصية اجتماعية بارزة، عن أهمية المسجد في المجتمع المحلي، قائلاً:
"مسجد معاذ بن جبل ليس مجرد مكان للصلاة، بل كان منبرًا للعلم والدعوة منذ قرون، وما زال يحتفظ بمكانته في قلوب الناس رغم تغيرات الزمن."
ويضيف أن المسجد يمثل جزءًا من التراث الديني والثقافي لمحافظة شبوة، وهو شاهد على تاريخ المنطقة الممتد لعصور طويلة.
ورغم قدمه، لا يزال المسجد قائمًا حتى اليوم، ويحرص الأهالي على صيانته والحفاظ عليه. يقول أبو بكر محمد، أحد سكان المنطقة: "المسجد يحتاج إلى مزيد من الاهتمام والترميم للحفاظ عليه من العوامل الطبيعية. فهو ليس مجرد مبنى قديم، بل إرث للأجيال القادمة."
وفي ظل الإهمال الذي يطال العديد من المواقع التاريخية في اليمن، يطالب أبناء المنطقة الجهات المعنية والمنظمات المختصة بإدراج المسجد ضمن قائمة المعالم التراثية والحفاظ عليه من الاندثار، باعتباره رمزًا ثقافيًا ودينيًا يعكس هوية المنطقة وتاريخها العريق.
يظل مسجد معاذ بن جبل شاهدًا على تاريخ شبوة الديني والعلمي، محتفظًا برونقه رغم مرور الزمن، وسط تطلعات محلية للحفاظ عليه كدليل على العمق الحضاري والتاريخي الذي تتميز به المنطقة.