سجلت منظمة الصحة العالمية ارتفاعًا في حالات الإصابة بحمى الضنك في اليمن منذ بداية العام الجاري، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 1,400 حالة في المحافظات الجنوبية الشرقية، وسط مخاوف من تفشي المرض بشكل أوسع بسبب الأوضاع الصحية المتدهورة.
إحصائيات مقلقة وتحذيرات صحية
وأفادت منظمة الصحة العالمية، في تغريدة عبر منصة "إكس"، بأنها رصدت 1,456 حالة اشتباه بحمى الضنك في اليمن منذ مطلع عام 2025، معظمها في المحافظات الجنوبية الشرقية، حيث تتزايد التحديات الصحية نتيجة ضعف البنية التحتية وتدهور الخدمات الطبية.
وبالمقارنة مع العام الماضي، سجلت هذه المناطق وحدها 9,901 إصابة مؤكدة بحمى الضنك في 2024، من بينها 9 وفيات، ما يعكس استمرار انتشار المرض بمعدلات مرتفعة، ويثير قلق المنظمات الصحية الدولية والمحلية.
تحركات دولية لمكافحة الوباء
في خطوة لمكافحة المرض، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تدشين حملة جديدة في 8 محافظات يمنية، بدعم من المديرية العامة للحماية المدنية وعمليات المساعدات الإنسانية التابعة للاتحاد الأوروبي (ECHO).
وتهدف الحملة إلى القضاء على أماكن تكاثر البعوض، الناقل الأساسي لحمى الضنك، إلى جانب تنفيذ أنشطة توعوية وتدريبية تستهدف المتطوعين والعاملين الصحيين في المجتمعات المحلية. وشملت الجهود تدريب 400 متطوع صحي مجتمعي، بالإضافة إلى تنفيذ حملات توعوية منزلية مباشرة، وبث مواد إعلامية وإذاعية لتحذير السكان من مخاطر المرض وطرق الوقاية منه.
أسباب انتشار المرض ومعاناة القطاع الصحي
يرجع تفشي حمى الضنك في اليمن إلى عدة عوامل، أبرزها تدهور النظام الصحي جراء سنوات الحرب، وانعدام حملات الرش والمكافحة الدورية للبعوض، إلى جانب سوء الصرف الصحي وتكدس القمامة في بعض المناطق، مما يخلق بيئة مثالية لتكاثر الناقلات الحشرية للمرض.
كما أن قلة الموارد الطبية وصعوبة الوصول إلى المرافق الصحية في بعض المناطق تساهم في زيادة نسبة الوفيات بين المصابين، خصوصًا في ظل افتقار المستشفيات للأدوية والمعدات الطبية اللازمة لعلاج الحالات الحادة من المرض.
نداءات استغاثة وحلول مطروحة
دعت منظمة الصحة العالمية الجهات المانحة والمنظمات الدولية إلى تكثيف الدعم للقطاع الصحي في اليمن، وتعزيز جهود الاستجابة الطارئة لمكافحة حمى الضنك، لا سيما في المناطق الأكثر تضررًا. كما حثّت السكان على اتخاذ التدابير الوقائية، مثل استخدام الناموسيات والمبيدات الحشرية، والتخلص من المياه الراكدة التي تعد بؤرة رئيسية لتكاثر البعوض.
يشار إلى أن حمى الضنك تعد من الأمراض الفيروسية التي تنتقل عبر لدغات البعوض، وتسبب أعراضًا مثل الحمى الشديدة، وآلام المفاصل، والصداع، وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تكون قاتلة إذا لم تُعالج في الوقت المناسب.
ومع استمرار الأزمة الصحية في اليمن، تبقى الحاجة ملحة لتكثيف الجهود المحلية والدولية لمواجهة تفشي الأوبئة، وضمان توفير الرعاية الصحية للسكان، في ظل التحديات الإنسانية المستمرة التي تواجه البلاد.