يتسلط الحوثيون في فرض الجبايات بصور مختلفة ومسميات كاثرة وجائرة منها: الجمارك والضرائب والرسوم والزكوات والمجهود الحربي والمولد وغيرها من الذرائع والمبررات المستحدثة للجبايات الإجبارية وغير القانونية.
ويؤكد مراقبون أن الحوثيين بالمقابل، لا يوفون بالخدمات للشعب، الذي فرضوا أنفسهم سلطة قهرية عليه. وبدلا من ذلك، يقوم قادتهم ومشرفوهم بنهب أموال طائلة من هذه الجبايات، كما يوجهون جزءا منها للأعمال الحربية والقتالية، للجبهات وشراء السلاح والعتاد والعسكرة والتجنيد، بما يشمل تجنيد الأطفال، وشراء الولاءات والدورات التي تكرس الطائفية والكراهية والعنف.
وفي مثال واحد على ذلك يفرض الحوثيون مئات المليارات من الريالات كرسوم جمارك على الناقلات المحملة بالبضائع الواصلة من مدينة عدن إلى مدينة الراهدة في محافظة تعز، عبر طريقي القبيطة وحيفان، غير أنهم يرفضون تحمل المسؤولية عن إصلاح نحو عشرة ملفات مخربة لا تتجاوز بضعة مئات من الأمتار في كلا الطريقين، منها خمسة ملفات في "نقيل الزربي" في طريق حيفان، وخمسة ملفات في "عقبة الجن" في طريق القبيطة.
يقع الطريقان على بعد كيلومترات قليلة من جمرك مدينة الراهدة، حيث تتعرض المركبات والمسافرون للحوادث والأعطال والتوقف لأيام وليال، نظرا للخراب الذي طال الطريقين، بما فيه الحفر والمنزلقات، بالإضافة إلى ضيق الطريق..