أشعل احتفال قادة نكبة الـ11 من فبراير ودعوتهم لأنصارهم بمشاركتهم الابتهاج والاحتفال باليوم الذي تم فيه تدشين مشروع تدمير الدولة والانقلاب على النهج الديموقراطي، موجة من الغضب في الشارع اليمني.
وعبر اليمنيون عن استيائهم من المظاهر الاحتفالية التي تأتي في وقت تحولت اليمن إلى كنتونات متناحرة ويعاني أكثر من ثلاثين مليون مواطن يمني من الآثار والانعكاسات الكارثية التي خلفتها نكبة فبراير وتعيشها اليمن أرضاً وشعباً منذ أربعة عشر عاماً.
واعتبروا أن إصرار قادة نكبة فبراير على الاحتفال باليوم الذي دشنوا فيه تمردهم على الدولة، يمثل استفزازاً للشعب اليمني الذي تتضاعف معاناته كل يوم ويعيش أكبر مأساة إنسانية عرفها العالم، مؤكدين أن الاحتفال الذي يأتي اليوم في ظل وطن ممزق تحكمه المليشيات يشير إلى أن صناع النكبة يحتفلون بنجاحهم في تدمير الدولة والنظام الجمهوري وإعادة اليمن إلى ما قبل العام 1962.
وتعبيراً عن الرفض الشعبي الواسع تحولت وسائط التواصل الاجتماعي إلى منصات لإدانة وجلد قادة نكبة فبراير وكل الأحزاب التي شاركت في اسقاط الدولة وتدمير مؤسساتها، ودعوتهم إلى إعلان التوبة والإعتراف بإرتكاب أكبر جريمة دفعت البلاد إلى هاوية الفوضى والانهيار السياسي والاقتصادي.
وفيما حاول قادة النكبة وأبواقها تجميل قبح الفعل الفوضوي والتغني باليوم المشئوم، شن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هجوما واسعا ضد المحتفلين، وأكدوا في تناولاتهم ومنشوراتهم، أن نكبة فبراير انتقلت باليمن من زمن المعلوم إلى زمن المجهول ومن الاستقرار إلى الشتات ومن النظام وسيادة القانون إلى الفوضى، ومن زمن الدولة والعمل المؤسسي إلى زمن المليشيات والاستبداد ومصادرة الإرادة الشعبية وحقوق المواطنة وحرية الرأي والتعبير وترسيخ حاكمية الفرد وإعادة اليمن إلى أزمنة الكهنوت.
وأشاروا إلى أن نكبة فبراير لم تفقد اليمن أمنها واستقرارها السياسي وسلامها الاجتماعي، بل أفقدتها قرارها السياسي وحولتها من دولة مستقلة وكيان سياسي فاعل إلى ملفٍ يدار وفقاً لما تقتضيه أجندات وسيناريوهات السياسة الدولية والإقليمية.
مراقبون أكدوا أن الاحتفال بيوم انهيار الدولة احتفالً زائف يسعى صانعوه لفرضه على الشعب اليمني الذي يعاني والويلات الكارثية ليوم الـ11 من فبراير الذي يدفع ثمنه جراحاً ودماءً وأرواحاً منذ أربعة عشر عاما.
وأشاروا إلى أن إجماع الشعب اليمني بمختلف فئاته وشرائحه الاجتماعية على أن يوم الحادي عشر من فبرار 2011 يمثل صفحة سوداء في تاريخ اليمن الحديث، واعتباره الحد الفاصل بين زمن الدولة واستقلال القرار السياسي وزمن اللادولة والارتهان والوصاية الأممية، يكشف حقيقة المسخ الذي يحتفي به قادة نكبة فبراير اليوم.