آراء

قبائل قيفة.. نواة الثورة الحقيقية

د.ناصر القداري

|
قبل 21 ساعة و 12 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

تشهد محافظة البيضاء، وتحديداً منطقة قيفة رداع، وضعاً كارثياً نتيجة التصعيد المستمر من قبل ميليشيات الحوثي، هذه المنطقة، التي طالما عُرفت بكرامة أهلها وصمودهم، أصبحت هدفاً مباشراً للهجمات العسكرية بالطائرات المسيّرة والمدفعية والدبابات، ما أدى إلى تشريد السكان وتدمير ممتلكاتهم.

القبائل في قيفة ليست مجرد تجمعات سكانية، بل هي رمز للكرامة والحرية، أهل هذه المنطقة معروفون عبر التاريخ برفضهم للظلم، وقد لعبوا أدواراً بارزة في ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، ولهذا السبب يستخدم الحوثيون كل الوسائل لإخماد أي حراك في البيضاء، بما في ذلك القصف بالطائرات المسيّرة والدبابات، في محاولة لكسر إرادة القبائل وإرسال رسالة تخويف لبقية اليمنيين.

الوساطات القبلية غالباً ما تفشل بسبب تعنت الحوثيين، الذين لا يحترمون أي اتفاقات، في المقابل تقاعس الشرعية اليمنية والتحالف العربي عن دعم هذه القبائل يعمق الشعور بالخذلان بين سكان البيضاء.

رغم هذه التحديات، تقدم قبائل البيضاء نموذجاً للصمود والشجاعة، الهجمات الحوثية، مهما بلغت وحشيتها، لن تتمكن من كسر إرادة هذه القبائل، التي تتحمل على عاتقها أمل اليمنيين في استعادة جمهوريتهم.

جرائم الحوثيين في البيضاء هي جرائم حرب موثقة تستوجب تدخلاً دولياً عاجلاً، الصمت العالمي تجاه ما يحدث يُعد تواطؤاً مع المعتدي، والدعم الذي تحتاجه قبائل البيضاء لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يشمل أيضاً المساعدات الإنسانية وتوثيق الجرائم لإحالة مرتكبيها إلى المحاكم الدولية.

ما يحدث في البيضاء، وتحديداً في قيفة ورداع، ليس مجرد نزاع مسلح، بل معركة ستحدد مستقبل اليمن، إذا تُركت قبائل البيضاء تواجه الحوثيين وحدها، فستكون كارثة إنسانية ووطنية، لكن إذا حصلت على الدعم المناسب، فإن هذه المنطقة يمكنها إعادة كتابة التاريخ وإحياء المشروع الوطني اليمني، قبائل البيضاء ليست فقط نواة الثورة، بل هي أمل اليمنيين في الحرية والكرامة، وستظل كذلك رغم كل التحديات.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية