هل بات اليمن تحت المجهر الإسرائيلي المتربص؟ سؤال يتردد على نطاق واسع في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين بعد أن توعد رئيس حكومة الاحتلال ووزير دفاعه بتصعيد الهجمات ضد العصابة الحوثية وتوجيه ضربات قاصمة أشد وقعاً مما سبق، رداً على استمرارها في إطلاق صواريخها إلى عمق الكيان الغاصب!
تهديدات غير مسبوقة لبنيامين نتنياهو ووزير دفاعه توعدت الحوثيين؛ تزامنت مع إعلان شعبة الاستخبارات الإسرائيلية عن تحديد قائمة أهداف عسكرية تابعة للحوثيين، وإنشاء دائرة استخبارية جديدة مخصصة لليمن لأول مرة، وتجنيد خبرات سيبرانية لجمع المعلومات حول رؤساء القبائل الموالية والقيادات الرئيسية الحوثية، ورصد تحركاتها واتصالاتها وشبكة مصالحها، وتتبع مخابئها ومستودعات صواريخها وأسلحتها، ومنابع تمويلها الداخلية والخارجية، لتكرار تجربة إسرائيل مع حزب الله اللبناني، معتمدة على ما تمتلكه من أقمار صناعية تجسسية وتكنولوجيا متفوقة؛ وفق تسريبات صحفية إسرائيلية.
وبحسب رئيس حكومة الاحتلال، فإن قرار تصعيد الهجمات ضد الحوثيين اتخذته إدارة بايدن بالتنسيق مع إسرائيل، بعد أن توصل الأمريكيون إلى استنتاج أن الأمور لم تتقدم بعد عام من تنفيذهم لهجمات غير مؤثرة، مما يعني أن الضربات الموجعة لم تبدأ بعد؛ وفق مراقبين. فإذا كان تنسيق إسرائيل مع أمريكا بايدن، المنتهية ولايته، قد أثمر غارات هي الأعنف على صنعاء والحديدة، فإن تنسيقها مع أمريكا ترامب، الأشد تعصباً لإسرائيل، سيكون أشد وطأة على الحوثيين، الأمر الذي يُخشى معه أن تتحول مناطق سيطرة الحوثيين إلى جنوب لبنان آخر.
حتى الآن، يبدو أن الحوثيين لا يعون أن الضربات الأمريكية والإسرائيلية مجرد رسائل تحذيرية لجرهم إلى السلام وتجنيب صنعاء سيناريوهات كارثية سيدفع ثمنها اليمنيون المنهكون من الحرب، غير أنها تواصل حماقاتها لاعتقادها أنها لن تتلقى ردوداً مدمرة، مستغلة تعاطف العالم مع معاناة اليمنيين. فما يهمها فقط هو استغلال هذه التصعيدات لصالحها، وتصوير دعمها لغزة على أنها معركة وعد الآخرة لتعزيز شعبيتها وترسيخ سطوتها!
بحثاً عن بطولات زائفة للاستهلاك الداخلي، تتعمد العصابة الحوثية مكالبة العداوات عليها من كل اتجاه، وتصوير نفسها على أنها تواجه معارك متعددة في وقت واحد بحجة دعم غزة المنكوبة. فخارجياً تواصل قرصنتها في البحر الأحمر، وتطلق صواريخها باتجاه إسرائيل.
وداخلياً تتلقى ضربات أمريكية وإسرائيلية، وتواصل حربها مع الحكومة اليمنية المعترف بها، ومعركة في محافظة تعز، وأخرى في البيضاء، وفي الضالع، وجبهة كرش بمحافظة لحج، كما تواجه سخطاً شعبياً متفاقماً جراء استفزازها للقبائل، سواء في محافظة إب بسبب مقتل الشيخ صادق أبو شعر، أو محافظة ذمار بسبب إعفاء قاتل حوثي محكوم بالإعدام، وقبائل بني قيس بمديرية الرضمة بسبب مقتل أحد أبناء قرية بني مغنيز وتفشي أعمال التقطع وجرائم القتل والنهب في طريق بني قيس وما تشهده المديرية من انفلات أمني مرتبط بمليشيا الحوثي التي تهدف لنشر الجريمة والتحكم بحياة المواطنين، ونشرها لثقافة العنف والقتل وتفكيك النسيج الاجتماعي بمختلف عزل وقرى المديرية. فضلاً عن حالة استنفار قصوى وانتشار مسلحيها في صنعاء خوفاً من تكرار السيناريو السوري وسقوط نظام الأسد. وعلى الباغي تدور الدوائر!