محلي

ماذا وراء الأكمة يا شرعية..؟!

وسام عبدالقوي

|
قبل 17 ساعة و 25 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

في حين أنه كان من المفترض أن تتم محاصرة جماعة الحوثي الإرهابية، بعد انقلابها، وإحكام الطوق عليها في المساحات المحدودة التي سقطت في يدها، تنقلب الموازين فجأة فنجد أن المليشيا الانقلابية، تجد ما يكفيها من الوقت والقدرة (المتاحين لأسباب لا تزال حتى اللحظة مجهولة)، لاستجماع نفسها وتوسيع رقعة انقلابها، ليس ذلك وحسب، بل لتنتقل من وضعها المحاصر في مناطق محددة، إلى وضع المبادرة، والزحف باتجاه تواجد الشرعية، واختراق قواتها وسيطرتها على مناطق جديدة، في ظل تراجعات، لا أحد أيضا (يعرف أسبابها حتى اليوم)، ولا أكثر دلالة على ذلك من وصول العصابة الانقلابية قبل أكثر من عامين إلى تخوم مارب، من جبهتين هما البيضاء ونهم، وكانتا من أبرز وأقوى منافذ وقبضات الشرعية التي كانت محكمة في خناق العصابة، واللتان لا يزال (التساؤل يلح كل يوم حول كيفيات انهيارهما)، في حين كان ذلك من أكبر المستحيلات..!!

كل ذلك حصل أمام أعيننا وتحت أسماعنا كيمنيين، وكنا جميعاً شهودا عليه ومن أكثر الناس ذهولاً واستغراباً، إزاء حدوثه..!! وبشأن ذلك يروي أحد المقاتلين مع المليشيا في جبهة نهم قائلاً: (كانت قوات الشرعية تحيط بنا من كل اتجاه أفقي وحتى عمودي، فقد كانوا يحتلون كل الجبال المطلة علينا، ولو هاجمونا من أعلانا بالحجارة فقط، لجرفونا إلى صنعاء وما بعد صنعاء في ليلة وضحاها..!!).. ويضيف متسائلاً ومتعجباً: (وذات مساء وجدنا قياداتنا توجه الأوامر بصعود الجبال باتجاه جبهات ومواقع قوات الشرعية في الأعلى لنصل إليها بكل سهولة وبدون أية مقاومة، بل زد على ذلك أن وجدنا مواقعهم كما هي أخليت فقط من المقاتلين، بينما السلاح وكل عتاد الحرب بانتظارنا، وكأنه كان محضراً لنا كهدية مقابل شيء ما..!!).. وهو ذاته وفي توقيته أيضاً ما حدث في جبهة البيضاء، وكأن أمراً ما أحيك لقوات الشرعية التي كان الحوثي قاب قوسين أو أدنى من قبضتيها..!!

لن نستطيع أن ننسى ذلك مهما طال أو تقادم بنا الزمن، لأنه منذ تلك اللحظة، تغيرت استراتيجية الحرب مع العصابة، التي كانت قد اكتفت بما تحت يديها وكانت تراه حتى أكثر مما يستحقه انقلابها، لتظل فقط هدفاً للحصار وعرضة للهجوم من قبل قوات الشرعية، ولكن فجأة وجدت نفسها ووجدناها وقد تحولت من ذلك الحال إلى قوة تبادر بالهجوم والسيطرة وإسقاط المواقع واحتلال الأرض، قطعة قطعة، وهو ما حصل أيضاً وبشهادتنا جميعاً في مدينة الحديدة قبل التدخل العماني والبريطاني المشبوه، والذهاب إلى كذبة استكهولم، والذي بسببه وعبره استطاعت المليشيا، بأوامر دولية خفية وظاهرة استعادة ما سقط من يدها في الحديدة وأكثر مما سقط..!!

بطبيعة الحال لا نريد التأكيد هنا على أن هناك لعبة دولية قذرة وراء حدوث هذا الانقلاب، وتفشيه كالطاعون في بعض مناطق اليمن، ولكن لابد لنا من تذكر بعض تفاصيل ذلك، ونحن نتابع اليوم وبعد تحرك قوات الشرعية على إثر أحداث سوريا، كيف تحولت الجماعة الإرهابية فجأة من موقع الدفاع القلق والموقن بالسقوط، إلى وضع الهجوم في عدد من المناطق البعيدة عن ثقلهما ومركزيهما في العاصمة صنعاء ومدينة صعدة، كما حدث ويحدث الآن في جبهات مدينة تعز، حيث نعلم جميعا أن العصابة لا تمتلك حتى القوة التي تمكنها من المقاومة لساعات، لو اعتزمت الشرعية الإحاطة والإحاقة بها..!! وما نريد توضيحه ونؤمن به حق الإيمان أن المليشيا الانقلابية أضعف وأغبى بكثير مما تبدو عليه تحركاتها، وأن وراء الأكمة هنا أيضاً ما وراءها، وأنه لابد من اقتلاع هذه الأكمة وما وراءها، لئلا تتعاظم وتتضاعف الشكوك لدى اليمنيين في مواقف الشرعية ومن تحالف معها.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية