حذّر "Atlantic Council" (المجلس الأطلسي) الأمريكي في تقرير أصدره أخيراً من أن إيران قد تضاعف دعمها للحوثيين كوسيلة للحفاظ على النفوذ في المنطقة، مؤكداً أن خسارة طهران نظام الأسد ستضغط على وجودها ونفوذها في سوريا.
وأوضح المجلس وهو مؤسّسة متخصّصة بدراسة القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية أن الحوثيين في اليمن وزعيمهم عبد الملك الحوثي تولّوا دوراً أكثر بروزاً داخل ما سمّي "محور المقاومة" الإيراني بعد خسارة قادة رئيسيين داخل حركة "حماس" و"حزب الله" مثل يحيى السنوار وحسن نصر الله.
ورأى أن سقوط نظام الأسد في الـ 8 من ديسمبر يزيل عقدة رئيسية أخرى في شبكة حلفاء إيران ووكلائها، ما يجعل المتمرّدين الحوثيين في اليمن حليفاً لا غنى عنه، مشيراً إلى أن الحوثيين استمروا في إعلان الهجمات على إسرائيل وحركة المرور البحري الدولية في الأسابيع الأخيرة.
واستطرد التقرير بالقول إن قدرة النظام الإيراني على تزويد الحوثيين بالموارد- بما في ذلك شحنات الأسلحة- قد تتأثّر بسبب الاضطّرابات المحتملة في طرق الإمداد الإيرانية التي تمر عبر سوريا والعراق ولبنان.
وفي الوقت نفسه، قد تجد القوات الحكومية اليمنية وحلفاؤها في المنطقة الإلهام في نجاح المتمرّدين السوريين في الإطاحة بنظام الأسد، فتقوم بجهود جديدة لطرد الحوثيين عسكرياً في اليمن، وهو ما قد يؤدّي إلى إعادة إشعال الحرب بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من الهدوء النسبي في البلاد.
ووفقاً لمراقبين فإن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي يسعى إلى أن يكون رجل إيران الأوّل في المنطقة وبديلاً للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل في الـ 27 من سبتمبر الماضي، بعد أن وجّهت ضربات عسكرية قوية لحزبه الذي يعاني عسكرياً وميدانياً في جنوب لبنان والمناطق التي تشكّل حاضنة شعبية له، ما دفعه إلى الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل الذي دخل حيّز التنفيذ في الـ 27 من نوفمبر الماضي.
وأشاروا إلى استمرار إيران في تزويد الحوثيين بالأسلحة ومواد ومكوّنات تصنيع الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيّار لدعم ذراعها العسكري في اليمن.
وكان مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدّرات والجريمة أكد أن الحوثيين استغلوا الهدوء في جبهات القتال مع القوات الحكومية لزيادة ترسانتهم العسكرية.
وأوضح في تقرير بعنوان "تقييم الاستجابة للإتجار غير المشروع بالأسلحة في خليج عدن والبحر الأحمر" أن الحوثيين عرضوا أعداداً كبيرة من أنظمة الأسلحة المتطورة في سلسلة من العروض العسكرية في صنعاء والحديدة في ذكرى استيلائهم على السلطة، وأثناء الاحتفالات في سبتمبر 2022 و2023 وفي أعقاب اندلاع الصراع في غزة في أكتوبر 2023، حيث استخدمت هذه الأسلحة لشنّ هجمات على الأراضي الإسرائيلية وعلى السفن التجارية، ما يشكّل تهديداً لخطوط الشحن الحيوية بين السويس وباب المندب.
وأدّت التهديدات المستمرة واستهداف السفن المدنية في البحر الأحمر وخليج عدن والقرار اللاحق الذي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء المتحالفة معها بنشر مهمة بحرية في البحر الأحمر لحماية الشحن الدولي إلى إنهاء فترة الهدوء النسبي وإعادة الصراع في اليمن إلى دائرة الضوء الدولية.
وأضاف إطلاق الضربات اللاحقة على أهداف داخل المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كجزء من حملة لمواجهة الهجمات على الشحن المدني المزيد من التعقيد إلى الوضع.
وأشار التقرير إلى أن المفاوضات الرامية إلى المضي قدماً في التسوية السلمية للصراع الأوسع نطاقاً أظهرت تقدّماً محدوداً حتى الآن.