محلي

ديسمبر.. تضحيات عظيمة وعهد عالق على كل يمني

نوح إدريس

|
11:53 2024/12/10
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لا يزال ديسمبر يشكل موعدا لثورة اليمنيين ضد ميليشيا الحوثي إذ تحمل الأوضاع على المستوى الداخلي والمتغيرات الإقليمية عديد الإشارات والوعود بأن نهاية الميليشيا باتت قريبة وأن الدور قادم على الحوثي لا محالة.

لم تكن الدعوة التي وجهها الرئيس الأسبق الزعيم  علي عبدالله صالح رحمة الله عليه في ديسمبر ٢٠١٧م إلا بداية الطريق الصحيح الذي يجب على أبناء الشعب السير فيه من أجل الحفاظ على وحدتهم ومكاسبهم الوطنية ومنع مخططات تدمير الدولة ونهب مؤسساتها وتسخير أعمالها ومواردها لمصلحة فئة صغيرة على حساب مصالح وحقوق كامل أبناء الوطن.  

ولم يكن استشهاد الزعيم علي عبدالله صالح رحمة الله عليه إلا تجسيدا لصدق التضحيات والتزام الوفاء للأهداف والمبادئ التي قطعها على نفسه والتي من أجلها قامت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ١٩٦٢م والرابع عشر من أكتوبر ١٩٦٣م وعلى أساسها نشأت الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو ١٩٩٠م .

بقدر ما صٌدم اليمنيون بنبأ اقدام ميليشيا الحوثي على اغتيال الزعيم علي عبدالله صالح رحمة الله عليه داخل منزله فإنهم أدركوا عظم المسئولية الوطنية الملقاة على عاتقهم بناء على كلمته الأخيرة .

كانت دعوة الزعيم علي عبدالله صالح رحمة الله عليه في ديسمبر ٢٠١٧م رسالة واضحة للشعب بالانتفاضة ضد الميليشيا بعد أن نفدت كل المحاولات السلمية والعقلانية معها.

جاءت تحذيرا لليمنيين كافة من خطورة وعواقب مخططات الجماعة وانها لن تتوانى - ما لم يتم التصدي لها - عن مواصلة سفك دماء الأبرياء وإدخال البلاد في دوامة طويلة من الاقتتال والاحتراب.

أثبتت شواهد وحوادث السنوات الماضية وخاصة السبع التي أعقبت  ديسمبر ٢٠١٧م بأن ميليشيا الحوثي مسيرة وليست مخيرة لتنفيذ أجندة طائفية حاقدة رسمها أصحاب العمائم السود على رأسهم الخامنئي وما على الحوثي سوى محاولة فرضها على ٣٥ مليون مواطن يؤمنون بالحرية والعدل والمساواة ويعيشون في دولة تستند في تعاملات الشأن الداخلي - على كثرتها - إلى النظام والقانون وليس لمزاج المشرف !.

للسنة السابعة من ديسمبر منذ استشهاد الزعيم علي عبدالله صالح رحمة الله عليه يستشعر اليمنيون حجم الفراغ الذي خلفه رحيل الرجل على مستوى الساحة الوطنية حيث لم تعد ميليشيا الحوثي تجد من يعارض بالقول والفعل مسار انتهاكاتها الكارثية أو يعترض جرائم مسيرتها .

برحيله غاب الموقف الوطني المؤثر واختفى الصوت الذي يتحدث بلغة وضمير وارادة وتطلعات أبناء الشعب إذ كان يقولها صراحة في وجه الحوثي غير آبه بالتهديد والوعيد. ولم يلتفت أبدا إلى حملات التشويه التي طالت شخصه وشخص أبناءه وما لا يحصى من الاتهامات الكيدية طالما أنه يقف إلى جانب اليمن وشعبه.

وهكذا تظل ثورة ديسمبر وفقا لتجارب سنوات عشرعايشها الجميع السبيل الوحيد الذي يجب أن يكتمل كي تتحقق للشعب إرادته ويحقق ما كان يريد ويشهد الوصول إلى ما كان يرجو العيش فيه في إطار الدولة.

في ديسمبر يتذكر الناس أنه في عهد الرئيس الأسبق الزعيم علي عبدالله صالح رحمة الله كان لليمن مكانتها العالية على مستوى الدول والمحترمة في التعامل مع من حولها سواء في السلم أو في حل النزاعات.

الآن.. وضع الحوثي دول العالم - عدا إيران - في حالة عداء مع أجزاء اليمن المسيطرعليها بقوة الحديد والنار، يصورها للبسطاء بأنها قرون للشيطان ويدعوهم لحمل السلاح وخوض الحروب ضدها حتى تموت أو يموت الشعب!.

ويتذكر الناس أنه في عهد الرئيس الأسبق الزعيم علي عبدالله صالح رحمة الله عليه كانت اليمن دولة موحدة ذات استقلال وسيادة .. والآن ملكية خاصة تبع السيد خاضعة لاستباحات اتباعه للممتلكات العامة والخاصة . مفهوم الاستقلال عند الحوثي هو إغلاق أبواب جميع السفارات واعتماد أوراق السفارة الإيرانية وتوجيهات السفير الإيراني فقط !.

كانت اليمن دولة مدنية يتمتع أفرادها بالحقوق والحريات ..والآن دولة بلا تفصول تتآكل بفعل الظلم والفساد ..أما العدل والمساواة فإنها في قاموس الميليشيا مرادفة للخيانة والعمالة ودليل جهل بالهوية اليمنية الايمانية الصحيحة القائمة حاليا على إعادة الفروق الطبقية والاجتماعية بين أبناء المجتمع اليمني الواحد !.

نكرر كان الجميع يتمتع بالحقوق والحريات ويسعون للمزيد .. والآن يذوقون صنوف الحرمان والمعاناة ويتعرضون لألوان القمع والتعذيب والإقصاء والتهميش!.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية