حينما قرر الزعيم صالح المواجهة كان قد أصبح مواطنا أعزلا مجردا من كل شيئ،
وهنا تتجلى شجاعة القائد وكبرياؤه حينما لا يساوم على كرامته، مقارنة بخصومه الذين اختاروا الهرب والدولة بأيديهم.
فشلوا في أن يحكموا مثله وفشلوا حتى في أن يختاروا خاتمة شجاعة مثله وهو بلا قوة او عتاد.
لكنهم اختاروه شماعة يعلقون عليها فشلهم سواء وهم دولة أو مشردين..
وقطعان من الأنذال والأغبياء يرددون ما يملى عليهم بلا عقل.
لم يكن عفاش استثنائيا، لكنه كان أشرف من خصومه وأشجعهم، لكنهم كانوا بارعين في الكذب والدجل فصدقناهم.
لن ننسى والتاريخ لن يرحم،
ومن يخرج من النافذة لا يعود من الباب
بعد أن قتلوا الزعيم صالح، خرج الحوثيون إلى الميادين العامة في المحافظات لأداء ما اسموها سجدة الشكر تلبية لدعوة سيدهم.
لم ينفذوا طقسا كهذا حتى حين دخلوا صنعاء عاصمة الدولة، وهو انتصارهم الاكبر،
لم يسجدوا كتلك السجدة الحاقدة سوى مرة واحدة فقط.
وهذا أكبر دليل على أنهم لم يطمئنوا ولم يهدأ لهم بال إلا بعد القضاء على عدوهم الأول الذي حارب الإمامة الزيدية شاباً في سلك الجندية وحاربها رئيساً ستة حروب باسم الدولة والقانون والنظام،
وظلت الحوثية في عهده شرذمة صغيرة محصورة منبوذة في ركن بعيد إلى أن وجدت في مناخ فوضى 2011م طريقا سالكاً إلى الانتشار والتوسع وتطبيع وضعها في الحياة العامة بعد أن كانت جماعة محظورة
كان يمكن أن يعتبر قتل (صالح) انتصارا للإمامة لو كان قتل أثناء توليه رئاسة الجمهورية وقيادة القوات المسلحة،
أما بعد أن أصبح مجرد مواطن أعزل اضطر إلى مواجهة سلاح الدولة الذي تم تسليمه للميليشيا من قبل السلطة الانتقالية الفاشلة، فلا يمكن اعتبار قتله نصرا للإمامة.
مقتل عفاش من قبل الإمامة أثبت أن صالح كان اليمني الوحيد المتسق مع تاريخه من أول شبابه حتى استشهد و هو يواجه كهنوت ألف عام .