تروج أبواق الميليشيا نقلا عن ما تسميه مصادر أن قياداتها قررت التكرم على أبناء الشعب باعتماد نصف راتب شهري بدءا من العام المقبل .
بالطبع لم تصدق الناس ولم تفرح لما تعتبره الميليشيا أنباء سارة وإن صدقت بعد شهر لأن من استحوذ طوال ثمان سنوات على رواتب الموظفين وفي وقت هم في أمس الحاجة إليه لن يعتمد إعادة صرف نصف راتب إلا إذا كان مجبرا .
تتحدث حكومات العالم عن خطط طموحة وجبارة تخص العام 2025م وتصب أكثر في تقدم دولها ورفاهية شعبها الذي تجاوز في أغلب الدول مطالب مجانية التعليم والصحة والسكن الخ كما تم الاستجابة لمطالبه بمنح حقوق العدل والمساواة حتى للكلاب !.
في صنعاء احتاج الأمر من ميليشيا الحوثي ثمان سنوات كي تدرك أن شماعة " قطع الراتب واجب ونحن في حرب وتحت العدوان وأن العدوان يحاربنا بمنع الرواتب" انتهى مفعولها.
إضافة الى أن أساليب تكميم الأفواه بالسجن أو بالترهيب " تريد راتب؟ أنت عميل صهيوني أمريكي يستحق الموت " لم تعد ترهب البسطاء وصارت مسخرة في ظل استمرا أشخاص انتهوا من بناء الطابق الخامس في اتهام الجياع الموظفين بأنهم أعداء الوطن وطابور خامس !.. بالتالي ينبغي على الحوثي وضع خطط أكاذيب بديلة وتخدير أصحاب الحقوق من جديد بمضامينها وبشاراتها !.
خلال العام الجاري 2024م شهدت صنعاء وباقي مناطق سيطرة الميليشيا شللا شبه تاما في حركة السوق وانخفضت القدرة الشرائية إلى أدنى مستوياتها وهو ما دفع الحوثي إلى محاولة انعاش الاقتصاد قليلا بفكرة التجهيز لكشوفات الموظفين استعدادا للصرف، بالطبع لن تعيد الميليشيا النظر في جانب رفع مبلغ الراتب نظرا لارتفاع الأسعار الخيالي.
مع هذا تتصور أنها ستقوم باعظم إنجاز في القرن الواحد والعشرين عبر تقديم نصف راتب قديم كان يغطي لمدة شهر احتياج أسرة كاملة من تكاليف الغذاء والماء والكهرباء أما في الوقت الراهن بالكاد يساوي ثمن كيس طحين !.
لم يصدر إلى الآن أي تصريح من حكومة الميليشيا حول الموضوع إلا أن مبررات الحوثي للحديث عن نصف وربع راتب باتت مكشوفة من بينها فضائح أن حوالي ثلاثين فردا من القيادات تتقاسم شهريا أكثر من مليار ريال مما تسميه إيرادات الحكومة !.
الأمر الآخر حالة السخط التي تعم الشارع منذ أسابيع نتيجة فرض الإتاوات المجحفة تحت بند التبرع لإخواننا في لبنان والأخبار الواردة عن تقديم الحوثي مساعدات بأكثر من 20 مليار ريال يمني بينما الوضع المعيشي والصحي والمعنوي للمواطن هنا أسوأ مليون مرة من سكان الضاحية الجنوبية !.