محلي

الوطن كقبر ضيق ومظلم..!!

وسام عبدالقوي

|
قبل 4 ساعة و 35 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

تقرر عصابة مكونة من المئات أو حتى الآلاف من المتمردين والخارجين عن القانون، أن تنفذ انقلاباً وتستولي بطرق خارقة ومشكوك فيها، على السلطة ومؤسسات ومقدرات الدولة، وتسقط المدن واحدة تلو أخرى، وتتهاوى بشكل مريب قوى الدولة والسياسة والقبيلة وكل ممكناتها وإمكاناتها المنظمة وغير المنظمة، أمام حفنة من المتمردين، كان فصيل من الجيش أو الأمن كفيلاً بتحطيم جموحها وتمريغ أنفها في التراب، ورميها في أقرب قمامة تاريخية..!!

إن شيئاً من هذا وذاك وغير هذا وذاك، لا يمكنه أن يكون واقعياً وطبيعياً، وما نعيشه هنا في اليمن أصاب ويصيب الواقعية في مقتل، وجعلنا نتكيف مع واقع افتراضي مفتعل، تدحض الظروف والمتغيرات واقعيته في كل لحظة نعيشها منذ الانقلاب..!!

تصل العصابة لذروة السلطة وتختظف مؤسسات الدولة وتنهبها، وتستولي على مسئولياتها، وتسخر لنفسها كل إمكانيات وقوة الدولة، لتوظفها في خدمة مشروعها الانقلابي العنصري، ووضع مرساتها الصدئة والمسمومة في رئة الوطن، لتتحول إلى نشاب يصعب إخراجه والتخلص منه، وإلى داء مزمن يصيب الوطن والشعب بالإعياء والإنهاك، وبالعلل السيئة والمزمنة، في مقدمتها الرضا القهري بهذا الواقع السيء، والتعايش الإجباري مع هذه العصابة الإرهابية المنقلبة.. بالإضافة إلى الإصابة باليأس والخذلان وعدم الثقة في أي شيء من معطيات ومخرجات هذا الواقع الزائف..!!

تستقر العصابة حيث لا يجب ولا يفترض أن تستقر، وتتمكن من كل مفردات اللعبة، بينما تتشضى الدولة وتتحول إلى شكلها الزئبقي والخاوي، الذي تظهر في زيه منذ بداية هذه الفوضى المفتعلة..!! ومن يوم لآخر تزداد نسبة الأمان والتمكن لدى العصابة المنقلبة، وتتضاعف من جانب آخر مستويات الخواء والترهل والضعف لدى الدولة، وتفقد الدولة راضية ومرغمة، أبرز صفاتها وسماتها، أو بالأصح تتخلى عنها للمليشيا المنقلبة، لتزايد بها من جهة ولتحكم قبضتها مزيداً ومزيداً على عنق الوطن من جهة أخرى..!!

للأسف الشديد أصبحنا اليوم كشعب فاقدي الثقة حتى في أنفسنا، وليس فقط في الدولة التي كثيراً ما راهنا عليها، وبنينا على المتبقي منها كل آمالنا.. إن حالة اليأس وخيبة الأمل التي وصلنا إليها الآن، نتيجة ما عشناه ونعيشه من واقع زائف ومتآمر، لحالة كافية لأن تجعلنا نشعر وكأننا نشاهد فيلماً أو مسلسلاً هابطاً، ينتج بتكلفة باهضة من دمائنا وأرواحنا ومستقبلنا، وليس أمامنا غير أن نتابع، بقلة حيلة وانعدام وسيلة، تفاصيله السوداوية والمؤلمة، بينما نحن مكبلون ومكممون في قبور ضيقة ومظلمة..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية