في صنعاء وتحديدا في مقر "سجن" الأمن والمخابرات - الأمن السياسي سابقا- مكان يسمونه "الورشة"، يقع في الدور الثالث.. مكان مقسم إلى غرف، وكل غرفة تحتوي على وسائل تعذيب تصنع في نفوس الضحايا الخوف المريع والبشاعة التي لا تنسى، حيث تظل عقدها وآثارها وندوبها محفورة في الوعي والذاكرة تعجز السنين الطوال محوها مهما تقادمت.
يسمونها" ورشة" ولكنها في حقيقتها مسلخ بشري مرعب.. سلاسل تشدك.. ترفعك إلى الأعلى.. يعلقوك.. يثبتونك بالطريقة التي يريدون أو يرغبون أن يرونك عليها.. يعلق بعضهم من أيديهم ساعات طويلة، وبعضهم يعلقون من ارجلهم، ثم ينزلونك منها وقد صرت عاثرا أو محمولا في بطانية.
في إطار صناعة الخوف والهلع لنزع الاعترافات كانوا يقودون بعض المعتقلين المستهدفين الجدد إلى "الورشة" ليرونهم وسائل التعذيب، وبعض ما يجري في الورشة.. أحد هؤلاء الذي أثق بمصداقيتهم قال لي ما يلي:
أنا عندما طلعوني أول مرة بغرض ارعابي رأيت واحد اسمه "ي. ع" وهو محامي.. رأيته معلّق وجبهته مشدوخة.. شفت واحد آخر اسمه "ا. ل".. كان مُقعد على كرسي ومقيد بالأيدي، أعتقد أنهم كانوا يعذبوه بتيار كهربائي؛ لأنه كان يصرخ بقوة وهم يعذّبوه.
شاهدت شابا اسمه ماجد من رداع بالبيضاء.. كان مُعلقاً على سيخ من الحديد يسمونها "الشواية".. كان مقيدا من يديه ورجليه ومعلّق.. عرفت لاحقاً أنهم كانوا يتركوه فترة طويلة وهو معلّق على السيخ.
وعن نزع الأظافر ألتقيت في السجن بواحد دكتور جامعة هو مخلافي.. لا اتذكر اسمه، ولكن يبدو انه كان من أقارب أو أصدقاء الشيخ حمود المخلافي.. شاهدت ثلاثة من أظافره منزوعة.. وعندما سألته قال إنهم نزعوا أظافره في الورشة، وأخبرني أنهم كانوا بعد أن ينزعوا أظافره يضعوا أصابعه في الملح علشان يزيد الألم حتى انه كان يفقد الوعي.
ملاحظة: المصدر خاص وحرصنا بالترميز بالحروف لبعض الأشخاص حرصا على عدم كشف المصدر.