تتلذذ جماعة الحوثي الانقلابية بعذابات ومعاناة اليمنيين، وتبذل دائماً ما تستطيع لمضاعفة تلك العذابات والمعاناة، التي وصلت أسبابها إلى ما يتجاوز حدود الأخلاق ومحددات المقبول والمقنع، فتجويع وتشريد وإرهاب الشعب بالقوة والوعيد، أمور وممارسات لا يمكن أن يتقبلها أو يستسلم لها وللمتسببين فيها، شعب لا يزال فيه رمق من الحياة، مهما كان ذلك الشعب ضعيفاً وأياً بلغت قوة المتسلط ووصل إليه جبروت الباغي.. وما أصبح يغلي من رفض تحت وفوق سطح الواقع اليوم، ينبي عن وعيد أشد مما يتصور، فلن يمضي مضي الكرام ما يعيشه اليمنيون دون عقاب وحساب.. هذا ما تمليه علينا مظاهر الحال وما تقوله بالضرورة احتمالات النتائج..
فحين تكون سلطة غاصبة وقاهرة وفوق ذلك تتعمد إذلال وامتهان أبناء الشعب، والتعالي عليهم، واعتبارهم مجرد وقود لنار قضية تسلطية وانتهازية خاصة بك وبأطماع وحاجات مقتصرة على مصالحك، فكل يوم يمر في تسلطك هو منجز كبير بالنسبة إليك، لأنك لا تزال باقياً، ولكنك لا ولن تضمن يومك التالي، ما دمت بهذا السلوك الشائن، الذي تمارسه في حق شعب كبير تجرعه الشتات والجوع والخوف، وستظل روحك مشوبة بالقلق ويعود عليك الخوف بأضعاف ما تبعثه في قلوب الآخرين، الخوف من السقوط الذي تشير كل المعطيات إلى أنك ملاقيه في أية لحظة قادمة..!!
وهذا الكلام الذي يبدو كنصيحة وربما كتهديد بطبيعة الحال، ليس مقتصراً توجيهه على المليشيا الإرهابية المنقلبة وحسب، وإنما يجب أن يأخذ به كل طرف داخلي وخارجي له ارتباط بالأزمة المشبوهة والكريهة، التي يعيشها اليمن، ويعاني مراراتها وخساراتها اليمنيون في الداخل والخارج.. ذلك لأن تغول الانقلابيين وتطرفهم المطلق في التعامل مع أبناء الشعب لم يكن له أن يحدث لو لم يكن مدعوماً، على الأقل بصمت ولا مبالاة الخصوم في الطرف الآخر، وبالتالي فإن جميع الأطراف هنا وهناك لن تنجو من تحولها إلى هدف للاتهام بالتواطئ والمشاركة في صناعة المعاناة التي يعيشها أبناء الوطن داخلاً وخارجاً.