يبدو أن قرار التخديرة الأخيرة للحوثي بدمج الوزارات والمؤسسات وإلغاء بعضها خلق حالة اختصاص يصعب فهمها وعكسها حتى على نظارات الواقع الافتراضي!
وزارات مثل الكهرباء والمياه والنفط والاتصالات تتجاهل وظيفتها أو باتت تجهل ما الذي يجب عليها القيام به خدمة للمواطن لتجدها تذهب إلى إعلان الاتفاق على ترميم أكثر من ألف مخطوطة أثرية والتكفل بالنفقات !.
طيب وزارة الثقافة هل تهدر ميزانيتها على تأليف ديوان شعر من طابقين مع مجلس ضغط ؟.
"سنظل نحفر في الجدار ..أو بسطنا على الأرض وبعناها مع الجدار"!
مشروع المياه منعدم في أغلب أحياء العاصمة وباقي المحافظات. تشكو الناس ارتفاع أسعار الوايتات وانكسار ظهورها وإصابتها بالانزلاق الغضروفي لكثرة حمل دبة الماء من السبيل إلى البيت.
مع كل هذه المعاناة المستمرة لسنوات عشر فإن الإجراء الوحيد الذي ظهر خلال العام الجاري هو تدشين مؤسسة المياه بالعاصمة قبل يومين
برنامجا تدريبيا لموظفيها يتناول محاضرات زعيم الميليشيا عن عهد الإمام علي لمالك الاشتر!
البرنامج مهم بحسب أمانة المؤسسة وسيستمر ١٢ يوما كي تضمن "ترسيخ ما تضمنته المحاضرات من موجهات ومبادئ وقيم وأسس ومعايير أداء المسؤولية العامة".
ماذا عن التطبيق الله يعلم؟ .. يمكن بعد عشر سنوات بعد أن تترسخ!
المشكلة أنه في عهد التغيير الجذري قد تكون المياه كمشروع خدمي أصبحت من مهام وزارة الخارجية ونحن لاندري!.
منذ سيطرت الميليشيا على البلاد تدهور التعليم ووصل إلى مستوى الانهيار التام بمختلف مستوياته الأساسية والثانوية والجامعية.
يعترف الطالب والمجتمع بذلك وتنكره الميليشيا!. في عهد المسيرة الحلزونية وملازم البدرومات الكل ناجح والغالبية امتياز إلى حد أن قيادة الجماعة تخطط لإعلان الأوائل على مستوى المديرية الواحدة وعلى نطاق المحافظة الواحدة .
هناك مطالب بضرورة النهوض بالعملية التعليمية وعدم تعليق الفشل على شماعة العدوان كالعادة.
مطالب جادة يريد الحوثي استغلالها لمصالحه المنحطة عبر تحويل المراحل الدراسية من الصف الخامس إلى ال١٢ ثالث ثانوي شهادة عامة تخضع لاختبار وزاري.
المشكلة أن معظم الأسئلة تتعلق بتوجه طائفي ولا تمت للمنهج والعلم والمنطق بصلة!.
نسي صاحب القرار دمج وزارة التربية مع الكهرباء باعتبار أن العلم نور!.
المشروع الطائفي والاستبدادي والعنصري واللصوصي للحوثي على مدى السنوات الماضية أفرز دكاترة وبروفيسورات بالمئات في مجالات هي الأندر من نوعها مقارنة بالعالم .
في اليمن يصادف المواطن باستمرار علماء كبار في علم الزرة والهنجمة الفارغة والاستقواء بالسلاح على البسطاء وعلماء في الأزمة وتركيب مقادير الشمة وعلماء مجتهدين في تحريم الغناء والدندنة وتحليل الزوملة والشعارات الكاذبة الرنانة وغيرها "آخر التقيعات أن الخروج في تظاهرة الميليشيا حق يوم الجمعة تعادل في الأجر الخروج في غزوة للجهاد"
وخبراء في الفساد ومكافحة النزاهة ومتخصصون في أساليب القمع ونهب الممتلكات وعلماء في جمع التبرعات وسحرة مهرة في قطع المرتبات وإخفاء من يخالفهم الرأى ويدافع عن الحق والحقوق والحريات!