رحل أحمد ذو العقد الأربعيني، ورحلت معه البسمة المعهودة التي عرفناه بها كرفاق وزملاء مهنة.
يغيب الموت أحمد العامري عن محبيه وأهله وهو في زهو عطائه فجأة وبلا سابق إنذار، فتبكي قلوب محبيه وتقطر دما قبل دموع أعينهم على فراق اخ وصديق ورفيق درب لربما لم يختلف مع أحد منهم طوال الأحد عشر عاما في اليمن اليوم.
يتلفت الجميع يمنة ويسرة، بل وربما ينادي البعض باسمه متناسيا أنه يجري وراء تابوته ليضعه بين يدي الله، لكنها العلاقة الأخوية، والصداقة الحقيقة الذي تأبى أن تصدق للحظة غياب اسم عنهم، وفراق صاحب ابتسامة من بينهم.
رحل أحمد ورحل قبله محمد ونهله وأمين والكثير من الزملاء طيبي الذكر لم ولن ينساهم كل رفاقهم وزملاء مهنتهم، فكما سنة الحياة كتبت لنا الرحيل والفراق المرير لمن حب، لكنها أيضا الزمتنا بمواصلة الكفاح والنضال في سبيل ما نؤمن به وما نسعى إليه.
خبر كالصاعقة نزل على مسامع زملاء أحمد، لم يصدقه أحد، أو بالأصح من هول الصدمة حاول الجميع التوقف لوهلة علهم يستفيقون من نومهم فيكن كحلم يقظة ولا وراح بينما أحمد باق لم يرحل، لكن الأقدار كانت أقوى مع مرور الوقت حتى صدق الخبر الجميع وصاروا ينعون أنفسهم، ويودعون حالهم، ويواسون بعضهم البعض، حيث لم يكن العامري مجرد مونتاج فحسب، بل هو الأخ والصديق وقت الضيق والرفيق في الغربة والجار الحسن فمن يتحلى بهكذا ابتسامة لا يمكن إلا أن يأسر قلوب من يجتمع معهم وهو ماعمله احمد الذي اكلم واوجع قلوبنا برحيل حق لكنه مبكرا وفق ما نتمناه بينما الأقدار لا ترى مما نقول شيئا فالموت لا يفرق بين صغير أو كبير صحيح او مريض، ليودعه كل محبيه مجبرين لا مخيرين إلى مثواه الأخير والسنتهم تلهج بالدعاء له بالرحمة والمغفرة والعتق من النار..