يعتبر "البيجر" هو جهاز اتصال إلكترونى لاسلكى صغير ومحمول، يمكن استخدامه للتواصل داخل المؤسسات أو ضمن مجموعات ومنظومات مختلفة، ويعمل ببطاريات قابلة للشحن، ويستقبل رسائل مكتوبة واتصالات وإشارات صوتية وضوئية.
ونقلت رويترز عن مصدر لبنانى لديه معرفة مباشرة بأجهزة البيجر وصور لتحليل مفصل للبطاريات أطلعت عليه "رويترز"، فقد صمم العملاء الذين صنعوا الأجهزة بطارية تخفى كمية صغيرة لكنها قوية من المتفجرات البلاستيكية وأداة تفجير جديدة لا تكشفها الأشعة السينية.
ووفقا لمراجعة أجرتها "رويترز" لصفحات أرشيفية على الإنترنت، أنه للتغلب على نقطة الضعف التى تتمثل فى عدم وجود خلفية معقولة عن المنتج الجديد، فقد أنشأوا متاجر وصفحات وهمية وكتبوا منشورات مضللة على الإنترنت لخداع حزب الله عندما يحاول التحقق من الأجهزة،
ويلقى التلاعب بتصميم أجهزة البيجر المفخخة والقصة التى تم نسجها بعناية للتموية على خصائص البطارية، واللذان يتناولهما هذا القصة لأول مرة، بالضوء على تنفيذ عملية استغرق إعدادها سنوات.
ووفقا للمصدر اللبنانى والصور، تم زرع ورقة مربعة رقيقة تحتوى على ستة جرامات من مادة بلاستيكية متفجرة بيضاء بين خليتين متعامدتين فى البطارية.
وأضاف المصدر أن المساحة المتبقية بين خلايا البطارية لم تظهر فى الصور بل كانت مملوءة بشريط من مادة شديدة الاشتعال تؤدى دور المفجر.
وأظهرت الصور أن هذه الشطيرة ذات الثلاث طبقات تم إدخالها فى غلاف بلاستيكى أسود، وزرعها داخل غلاف معدنى بحجم علبة الثقاب تقريبا.
وفى يوم 17 سبتمبر 2024 أعلن حزب الله أن المئات من مقاتليه وآخرين من المواطنين اللبنانيين أصيبوا بجراح متفاوتة الخطورة بعد انفجار أجهزة "بيجر" كانوا يحملونها، واتهم إسرائيل بالوقوف وراء هذه التفجيرات.
ووقعت هذه التفجيرات فى مناطق عديدة فى لبنان بينها الضاحية الجنوبية لبيروت ومدن البقاع والنبطية والحوش وبنت جبيل وصور وطرابلس وبعلبك وغيرها.
بدوره، قال وزير الصحة اللبنانى فراس الأبيض أن 9 أشخاص قُتلوا وأُصيب نحو 2750 بانفجار أجهزة الاتصالات المذكورة، مضيفا أن أكثر من مئتين من الجرحى حالتهم حرجة، وكشف أن معظم الإصابات كانت فى الوجه واليدين وفى منطقة البطن.
وفى السياق ذاته، أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن أجهزة الاستدعاء "بيجر"، التى يحملها المئات من عناصر حزب الله وانفجرت بشكل غير متوقع كانت من شحنة جديدة تلقاها الحزب فى الأيام الأخيرة.