يحاول الحوثيون تبييض صفحاتهم السوداء وتجميل صورتهم الدميمة، في عيون الداخل والخارج، عن طريق تبني القضايا الدولية والقومية، ويجتهدون من جانب آخر في التهرب من مسئولياتهم والتزاماتهم تجاه الآخرين، وبالذات تجاه أبناء الوطن الذين وقعوا كأسرى في مقامهم، بعد انقلاب هذه الجماعة المتمردة وسيطرتها وفرض نفوذها على أجزاء كبيرة من أرض الوطن، كسلطة أمر واقع لا فرار من سطوتها المسلحة وتسلُّطها المقيت وجباياتها، التي لا تتعامل مع الحدود والإمكانات، بقدر ما تراعى جشع قادتها ومحاولاتها إفقار اليمنيين وتجويعهم وامتهانهم..!!
صورة بشعة، وصفحات إن لم يظهر سوادها، فلأنها قد تخضبت بدماء اليمنيين، ودونت ولا تزال تدون على أسطرها حقائق تاريخية وعصرية مهمة، ومحطات مظلمة في ذكريات اليمنيين، وطفرات من الدجل والزيف، ومحاولات استعباد البشر وإذلالهم وبعث الرعب في قلوبهم، فأي شيء تراه يمكن أن يحجب حقيقة هذه الجماعة الإرهابية الجابية..؟! وأي تجميل أو تبييض صفحات قادر على أن يحجب عن إدراك الناس، أهداف هؤلاء الإرهابيين، الذين اختطفوا السلطة بالقوة وانتزعوها بالسلاح والغلبة..؟!
وبالنظر لتعاملهم مع الداخل وعمالتهم للخارج، فإنهم أكثر صفحات اليمن اسوداداً في تاريخ اليمن، ومن مسئولية الشرعية ووسائل إعلامها والإعلام بكل أشكاله وقنواته عموماً، التركيز على فضح هذه الجماعة، وتعرية كل زعم أو ادعاء تتبناه هذه المليشيا المتمردة، وذلك بعكس وإظهار السلوك الحقيقي الذي تنتهجه تجاه اليمن وتجاه أبناء اليمن، والتي تدعي أنها تمثلهم وتدافع عنهم وتراعي وجودهم، مستخدمة تلك المزاعم والادعاءات كغطاء لإخفاء وجهها القبيح، والتنصل من أية مسئوليات تجاه الشعب والوطن، وهي مسئوليات تكاد تكون منعدمة بالنظر إلى سلوك هذه المليشيا الانقلابية خلال السنوات الماضية..
باختصار ووضوح فإن الحوثيين جماعة إرهابية انقلابية، وأي سلوك تنتهجه لن يتجاوز مصلحتها الفردية، والحرص على استمرار انقلابها وتقوية جذوره، وليس لديها أي استعداد لتقديم أي تنازل عن شيء، ولو كان بسيطاً من أجل أحد من اليمنيين أو لخاطر شيء من أجل الوطن.. ومن ناحية أخرى فلم يتجرع اليمنيون مآسي وأوجاعاً على امتداد تاريخ طويل، كما تجرعوا من الحوثيين، ولم يصل الوطن لشتات وفرقة وعدم استقرار من قبل كما هو اليوم بسبب انقلابهم وتمردهم.. وهذا ما يراد بل ما يجب كشفه باستمرار للداخل والخارج، فهناك من لا يزال، وبفطرة بريئة، ينخدع وينجذب لشعاراتهم الكاذبة ودعاواهم الزائفة.
تعز المعلمين في يوم عيدهم ظروف صعبه .. وتحديات كبيرة