قال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة قلقة من أن روسيا قد تزود الحوثيين في اليمن بالصواريخ، وهي خطوة يمكن أن تؤجج المزيد من الاضطرابات في الشرق الأوسط عبر تقوية إحدى الجماعات المسلحة.
وأجاب المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينغ في مقابلة معه عبر الهاتف: "إنه لشيء نشعر بالقلق حوله" ، عندما سُئِل حول تقرير يفيد بأن روسيا تجري محادثات حول تسليم صواريخ ياخونت المضادة للسفن للحوثيين.
وأضاف: "أي تعاون في الأسلحة بين الحوثيين والروس سيكون مزعزعا للاستقرار بشكل كبير".
وبدأ الحوثيون، وهم جماعة مسلحة مدعومة من إيران، باستهداف الشحن في البحر الأحمر في أواخر عام 2023 ردا على حرب إسرائيل ضد حماس في غزة. ولم تظهر الجماعة أي تراجع حتى بعد أن شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها غارات جوية لردعهم، كما أغرقت سفينة بواسطة زورق بحري مسير في شهر يونيو الماضي، ولجأت عدد متصاعد من شركات الشحن المرور بسفنها عبر طرق أطول لتجاوز المنطقة وارتفعت تكاليف التأمين.
وقامت طائرات مقاتلة إسرائيلية بقصف ميناء بحري و محطات كهرباء في اليمن يوم الأحد في أعقاب سلسلة من الهجمات على وسط إسرائيل من قبل الحوثيين.
وعقد ممثلون روس وحوثيون اجتماعين على الأقل في طهران هذا العام ومن المقرر إجراء مزيد من المحادثات حسبما ذكرت رويترز الأسبوع الماضي نقلا عن مسؤولين إقليميين.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلب للتعليق أرسل إليها عبر البريد الإلكتروني.
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن موسكو قد توفر أسلحة بعيدة المدى لأولئك الذين يتطلعون إلى ضرب أهداف غربية إذا سمحت الولايات المتحدة وحلفاؤها لأوكرانيا بإطلاق النار إلى عمق الأراضي الروسية. يدعو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي داعميه إلى السماح لجيشه باستخدام الأسلحة التي يقدمونها له، على الرغم من أنه لم يتم إعطاؤه الضوء الأخضر بعد.
وصعد بوتين من تهديداته الأسبوع الماضي قائلا إن موسكو ستراجع عقيدتها النووية بحيث تشمل الرد على أي "عدوان" من قبل دول غير نووية مدعومة من قوى نووية أخرى.
ويعتبر صاروخ ياخونت P-800 مضادا للسفن وهو أسرع من الصوت يبلغ مداه 300 كيلومتر (186 ميلا). ومن شأن الحصول على هذا السلاح أن يعزز بشكل كبير قدرة الحوثيين على تهديد السفن الحربية الأمريكية وحلفائها التي تقوم بدوريات في المنطقة، كما سيمكن الجماعة من إطلاق النار على أهداف برية في المملكة العربية السعودية، كما قال فابيان هينز، الخبير في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن.
وعلقت روسيا في شهر يوليو الماضي خططا لتزويد الحوثيين بالصواريخ ومعدات عسكرية أخرى بعد أن أقنعت المملكة العربية السعودية الكرملين بالعدول عنها، حسبما ذكرت شبكة سي إن إن.
وخاضت المملكة حربا ضد ميليشيا الحوثي لمدة ثماني سنوات تقريبا إلى أن توصلت إلى اتفاق هدنة معها في عام 2022.
إن تحدي الحوثيين المتمثل باستمرار هجماتهم ضد الشحن في البحر الأحمر يقوض الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق سلام دائم في اليمن ، وفقا للمبعوث الأمريكي الذي قال: "هذا لا يتوائم مع كونهم طرفا في عملية السلام".