محلي

اغتيال نصرالله واختراق حزبه يكشف هشاشة المشاريع الايرانية في المنطقة

اليمن اليوم - خاص:

|
02:09 2024/09/29
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

أسبوع مدمر شهده لبنان الحزين دفع فيه فاتورة إسناده لغزة حين خذلها الآخرون، وعاش خلاله تحت قصف صهيوني متوحش ودوامة اغتيالات متوالية، والهدف هذه المرة ضرب حزب الله ورؤوسه القيادية.. يأتي هذا التدمير الواسع في بلد لا تنقصه المحن، وتعصف به الأزمات السياسية والاقتصادية منذ أعوام، ولم يتمكن حتى اللحظة من انتخاب رئيس للجمهورية!

ضربات قاصمة تعرض لها لبنان خلال أيام، واغتيالات بالجملة طالت قيادات من الصف الأول أبرزهم رأس حزب الله حسن نصرالله، الذي قضى في قصف مروع لطيران الاحتلال استخدم فيه أسلحته الفتاكة وقنابله الاختراقية الأمريكية وصب أطنانا من البارود للوصول الى ما قالت إسرائيل أنه مخبأ لمقر حزب الله تحت بنايات سكنية في حارة حِرَيك بالضاحية الجنوبية لبيروت، وفق معلومات استخبارية دقيقة.

تغول اسرائيلي متوحش لم يكن ليحدث لولا خذلان المجتمع الدولي لغزة، وتهاون إيران في الرد على اختراق إسرائيل لسيادتها، وخاصة بعد اغتيال قائد حركة حماس إسماعيل هنية داخل أراضيها مؤخرا.

قُتل نصر الله إذا، وطويت صفحة الرجل الأكثر إثارة للجدل في لبنان، الذي لمع نجمه إبّان تحرير جنوبه المحتل، وتصدر المشهد اللبناني طيلة ثلاثة عقود، وجلب الصداع للعدو الإسرائيلي وظل المطلوب الأول لحكوماته المتعاقبة .. الرجل الذي تمتع بكاريزما خطابية وقيادية لافتة، ودعم إيراني خالص مكنه من بناء أقوى التنظيمات المقاومة، ممثلا بحزب الله الذي أصبح الذراع الضاربة لإيران بالمنطقة، قبل أن يتحول إلى دولة داخل الدولة اللبنانية.

رحيل فاجع؛ بقدر ما شكل هزة كبرى لحزبه وصدمة عنيفة لطيف واسع من اللبنانيين والفلسطينيين والإيرانيين وأنصار المقاومة؛ بقدر ما أثار علامات التعجب حول مدى انكشاف حزب الله واختراقه بهذه السهولة، وقدرة إسرائيل على اصطياد رؤوسه بضربات متسارعة وعمليات تجسسية متطورة وصلت إلى حد اختراق اتصالاته الداخلية، وتنفيذ تفجيرات الكترونية لمنظومته اللاسلكية وتفخيخ أجهزة البَيجر التي راح ضحيتها مؤخرا المئات من منتسبيه، وصولا إلى كشف مواقع قياداته واستهداف اجتماعاتهم وسط مناطق سكنية مكتظة، ما أثار التساؤلات حول قوة حزب الله المزعومة، والجدوى من السلاح الإيراني الداعم.

لعقود من الاحتلال ظلت إسرائيل منشغلة ببناء ترسانة حربية ضخمة، أساسها منظومة جوية متقدمة وقدرات عسكرية وتكنولوجية فائقة التطور، قادرة على تدمير مربعات سكنية بأكملها وقتل عشرات الآلاف من البشر كما حدث في غزة، وإطلاق أقمار صناعية تجسسية، تحسباً لمعركة مصيرية مع إيران وأذرعها في المنطقة، فيما أضاعت إيران ثرواتها في تكوين أذرع مسلحة لخدمة أجندتها في المنطقة، ودعم جماعات طائفية أحدثت شرخا وانقساما عربيا عميقا بين تيار ممانعة وتيار اعتدال، ودعمتها بترسانة جوفاء؛ أساسها أسلحة تقليدية لا تُحدث نفس الأثر الإسرائيلي المدمر، ولا تملك دفاعات أرضية لصد الطيران المعادي، وغير قادرة على تغيير موازين القوى لردع التوحش الصهيوني، وكلفتها بمواجهة إسرائيل نيابة عنها.. غير أن أذرعها ما إن يتورطوا في مواجهة العدو الغاصب حتى تخذلهم إيران وتتركهم يواجهون مصيرهم بمفردهم، مكتفية ببيانات الإدانة والتعاطف، بحجة أنها لا تريد توسيع الحرب في المنطقة، رغم أنها أكثر دولة هددت بزوال إسرائيل من الوجود!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية