يصارع اليمنيون الإمامة ويرفضونها كفكر ثيوقراطي كهنوتي يرى سلالة بعينها متفوقة على غيرها من ابناء الشعب جينيا وإداركيا وسلوكيا ، وأن لها الحق الإلهي في حكم اليمنيين دون غيرهم وهو فكر ليس بالجديد إذ يصارعه اليمنيون منذ ألف عام أو يزيد.
لم تكن الحرب بين الجمهورية والإمامة بثوبها الجديد المتمثلة بالحركة الحوثية وليدة اللحظة ولا صراعا لعقد من الزمن فحسب ذاق اليمنيون فيه الويلات من كل حدب وصوب.
ولم يكن صراع اليمنيين مع الحوثيين اليوم ومن قبلهم الإمامة لألف عام أو يزيد معركة عسكرية فقط بل هو صراع من أجل الحفاظ على الهوية وعدم اختزال شعب بأكمله في جماعة أو طائفة نصبت نفسها أسيادا و بقية الشعب ما دون ذلك ، محتكرة كل خيرات البلاد لها دونما شريك.
لقد كان الصراع وما يزال صراعا فكريا أيديولوجيا واضح المعالم والأفكار والتوجهات، جماعة ترى أنها صاحبة الحق السماوي الحصري في حكم الناس والتسلط عليهم ، في محاولة لإعادة الإمامة ونظامها الكهنوتي الثيوقراطي الرجعي المتخلف الذي أسقطه ثوار السادس واللعشرين من سبتمبر 1962م، نظام يتعارض مع مبادئ الجمهورية وأهدافها القائم على المساوة بين كل أطياف وطبقات الشعب وعدم التمييز العنصري لسلالة أو عرق أو لون.
يرى الحوثيون أنفسهم اليوم عرقا لا يشبه بقية اليمنيين، يؤمنون بتفوقهم جينيا وإدراكيا وسلوكيا ، محاولين تزييف ذلك بقالب ديني وهرطقات مفتراة على الإسلام لا يقبلها عاقل، وتلك رؤية لا تنفرد بها الحوثية والإمامة فقط على مدى التاريخ بل شاركتهم النازية والفاشية وغيرها كان قاسم الجميع المشترك ، الخراب والدمار لكل تلك الشعوب، إلا أن ما يميز الحوثية عن سواها إتكائها على إرث كهنوتي طويل لألف عام أو يزيد .