محلي

ثورة ٢٦ سبتمبر.. كاسحة ألغام الكهنوت

وسام عبدالقوي

|
قبل 3 ساعة و 42 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

تعقيباً وتأكيداً على عدة مقالات سابقة حول قوة جماعة الحوثيين الانقلابية، وحقيقة تلك القوة الفوشارية، ومن يقف وراءها، أو بالأصح من يقف وراء الإيهام بها والتهديد بوجودها، وبالنظر إلى تصرفات هذه الجماعة مؤخراً وانكشاف هلعها، بشكل عجزت إزاءه المداراة، وانكسرت في وجهه محاولات التظاهر الزائف بالقوة، وتلميع العضلات غير الموجودة في الأساس.. ألا يلمح الناس التساؤلات التي تتقافز في الأنحاء ككناغر تذرع شارع الزبيري جيئة وذهاباً، عسى أن يستوقفها المارة والواقفون ويفتشوا ما تخبئه جيوبها المنتفخة والمكتظة بالأسرار..؟!

وإذا افترضنا المشقة والعناء في كثرة الأسئلة وتضاعف الاحتمالات في الإجابة عنها، فيكفينا فقط أن نتساءل بكل براءة وبراعة: أليست هذه هي جماعة الحوثي، التي تدعي أنها في مواجهة مع العالم أجمع، وأنها تهدد أمريكا واسرائيل وتعترض الأساطيل الحربية، وتصل صواريخها إلى تل أبيب والبحر المتوسط..؟! إذا كانت هي حقاً، فما بالها اليوم لا تستطيع السيطرة على رعبها الملفت للانتباه تجاه عشرات أو مئات أو فليكن على الأكثر آلاف الشباب، الذين يريدون الاحتفاء بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، في صنعاء وبقية المحافظات والمناطق، التي تحت السيطرة الحوثية..؟!

هل من المعقول والمنطقي أن تكون هناك قوة عابرة للقارات وبهذه الصفات والإمكانات المدعاة، التي تجعلها تتغلب على قوة الأساطيل والأسلحة العصرية الذكية، وفي ذات الوقت والجانب المقابل يهزها الرعب من مجموعة من الشباب المحتفلين في الشوارع والمجردين من كل سلاح عدا علم الجمهورية، والإيمان بالثورة الأم التي يودون الاحتفال بذكراها..؟! إن هذا الرعب المذهل لا يتسق في كل الأحوال مع ادعاء هذه المليشيا تلك القوة، التي يحاولون إقناع السذج من أتباعهم بكونها قادرة على تحرير فلسطين من الصهاينة والوصول بأطقمها المسلحة إلى محاصرة البيض الأبيض وإسقاط الولايات المتحدة الأمريكية..؟!

اليوم ينظر الحوثيون إلى سبتمبر العظيم وكأنه فوهة بركان لم ينطفئ أو يخمد منذ 62 عاماً.. يقفون على حافته ويحاولون مدافعة السقوط في غليانه..!! تحفُّز لا مثيل له، طوارئ أمنية، اعتقالات، تهديدات تشهدها مناطق الاحتلال الصهيوحوثي، وفي المقام الأول العاصمة صنعاء ومن بعدها محافظتاإب وعمران.. استنفار يفضح بالفعل حقيقة قوة المليشيا، التي كثيراً ما أشرنا ونشير إلى أنها أوهى من بيت العنكبوت، وأن محاولة تضخيمها والترويج لها من قبل صانعيها الأمريكان والاسرائيليين، ما هو إلا امتداد للترويج من قبلها لأمها ومرضعتها إيران، التي يتم استخدامها كعصا معقوفةٍ يُهش بها على أنظمة المنطقة وشعوبها..!!

عموماً وفي الأخير فإن الإصرار، من قبل اليمنيين داخل الأرض المختطفة من قبل الاحتلال الصهيوحوثي، على الاحتفال بسبتمبر المجيد من جهة، وإصرار جماعة الانقلاب الإرهابية على محاولات خنق هذه الاحتفالات وقمع من يريدون إحياء ذكراها، ما هو إلا  تأكيد على المؤكد، المتمثل في كون هذه الثورة، المتجذرة في أعماق التاريخ، ستظل تشكل تهديداً أبدياً وغير مقدور عليه، لكل أعداء اليمن وخصوم اليمنيين.. إنها ثورة عابرة وكاسحة لألغام العثرات، وثاقبة لسقوف الزمن، إنها أقرب ما تكون من مناطق الخلود، وعثارها أو محاولة اعتراض طريقها، وإطفاء مشاعلها، لم يكن ولن يكون إلا ضرباً من الخيال، بل هو أبعد ما يكون من الممكن، وأقرب ما يفترض من المستحيل.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية