لم تولد وتشتعل وتنطلق وتنتصر ثورة الـ 26 من سبتمبر 1962م لتُحقق أهدافًا مخصصة بحقبة زمنية محددة، أو لتقضي على زمرة كهنوتية في فترة تاريخية معلومة ثم تختفي وتزول، وإنما وُجدت لتشتعل وتتوقد وتعيش أمد الدهر طريقاً معبداً للمناضلين والأحرار وشعلة مضيئة للثوار والأبطال وبركاناً وناراً في وجوه مخلفات الكهنوت وأذيال الاستعمار..
هذه الثورة المجيدة وُجدت وانطلقت لتستمر وتدوم وتبقى وستظل مشتعلة ومستمرة في التوهج والاشتعال ما أستمر ودار الزمان وبقى المكان والإنسان..
وستظل تتجدد وتعود كلما عاد الطغاة والبغاة، وكلما سقط النظام والأمن والأمان.. وستظل الفجر الذي ينتظره الشعب كلما طال زمان الليل والظلام والسجان..
واليوم، ها نحن وبعد مرور 62 عاما من ثورة الشعب السبتمبرية الخالدة نجد أنفسنا في أمس الحاجة لمثل ذلك الفجر السبتمبري المهيب وثورة الرجال والأحرار، فقد عاد الكهنوت الدجال محملاً بالظلم والقيود والجهل والجمود لشعبنا المجيد..
وما أشبه يومنا بالأمس، فمبررات وأسباب قيام ثورة الـ 26 من سبتمبر عادت اليوم من جديد ولا بد لشعبنا الثائر أن يعيد بالكفاح والنضال مجده التليد، وأن يُطهر أرضنا من شلة الكهوف واللصوص، فقد أصبح الزمان والمكان مهيئان للثورة والتحرك والانتفاض في وجه مليشيات الموت والإجرام والتطرف والانحراف، والقضاء على نظام التخلف والعزلة والعنصرية والاستبداد..
اليوم يروي شعبنا قصة سبتمبر الصمود وملاحم الآباء والأجداد التي حطمت السجون والقيود والتى نتوقع أن تعود بمشيئة الله في أقرب القريب وعلى خطى سبتمبر ومسيرة الثوار لن تميل ولن تحيد