محلي

الغرب المهيمن.. وخطاب التغاضي عن الإرهاب..!!

وسام عبدالقوي

|
11:36 2024/09/14
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

التصريحات الغربية، وتحديداً الأمريكية والبريطانية تجاه جماعة الحوثي التي يكاد يتفق العالم أجمع على وصفها بالإرهابية والانقلابية، تصريحات يتجاوز التعامل معها درجة الشك إلى اليقين، بوجود خطاب يتصف باللين والتجاوز غير المحسوب تجاه هذه المليشيا الانقلابية وأعمالها التخريبية، التي اجتاز أثرها السلبي الحدود، فلم يتوقف ذلك الأثر الإرهابي عند اليمن واليمنيين، بل امتد ليصل إلى المستوى الإقليمي والدولي.. وهذا ما يفترض كواقع ونتيجة، أن يجعل القضية اليمنية في أولويات الاهتمام العالمي، وألا تصل إلى ما وصلت إليه من انسداد وشلل لا يكاد يبررهما شيء على الإطلاق..!!

وإذا كان الخطاب الأمريكي البريطاني، قد أصبح في الآونة الأخيرة، من جهة محط سخرية وتهكم من قبل العموم، فقد صار من جهة أخرى في نظر المحللين الواقعيين والخبراء المعتدلين  واحداً من مبررات التأكيد على أن الغرب المهيمن في المنطقة، لم يعد يتجاوز فقط عن تصرفات وسلوك المليشيا الانقلابية، بل ويقف سنداً لها وحاميا وجودها وحريصاً على بقائها في واجهة المشهد كطرف مواز وند لطرف الشرعية والشعب وخصماً للشرعية الدولية.. لتصبح هذه الجماعة ضمن جماعات إرهابية وانقلابية، يدعم ذلك الغرب المهيمن في المنطقة تواجدها، على حساب الأنظمة، أو حتى أنه هو من يقوم بزراعتها ورعايتها في الأنظمة نفسها لتتآكل من داخلها..!!

مؤخراً خرج لنا المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ بتصريحات بقدر ما تكشف شيئاً من التغابي والاستغباء المثيرين، تنم بوضوح عن التغاضي المتعمد تجاه العصابة الحوثية، ولم يستطع هذه المرة التماسك والتحفظ بالقدر اللازم، لنجد أن كل عبارة فيما قاله تنافس أختها في الانكشاف والانفضاح..!! ولنتوقف فقط فيما يخص استهداف ناقلة النفط سونيون الذي يشير إلى أنه سيدمر النظام البيئي في اليمن، ثم يصفه بالكارثة التي يمكن استدراكها..!! وكأن المتسبب في تسرب هذه الناقلة كان إعصاراً أو زلزالاً..!! متحاشيا وصف الأشياء بمسمياتها المستحقة، ومتجنباً التصريح بكون الناقلة تعرضت لهجوم (إرهابي)، من قبل عصابة الحوثيين المتمردة..!! شأن الحال، على الأقل، شأن بعض العمليات التي كان يشنها بضعة أفارقة بمسدسات على السفن، وتوصف من قبل الغرب بكونها عمليات إرهابية تهدد الأمن والسلام العالميين..!!

إن خطابا كهذا لا يدل على تهاون من قبل الغرب تجاه الأزمة اليمنية وحسب، وإنما يؤكد إصراراً متعمداً على استمرارها، وتقوية أسبابها من خلال حماية ودعم الجماعة الانقلابية المتمردة، وهو ليس أمرا جديداً في الموقف الغربي، فجماعات إرهابية وتنظيمات تخريبية أخرى تحظى بذات العناية والاهتمام في عدد من الدول العربية تحديداً، كحزب الله وجماعة النصرة والقاعدة وداعش والإخوان المسلمين، وغير ذلك من التنظيمات والتشكيلات والجماعات المسلحة، والتي تنشأ داخل المجتمعات بتوجهات دينية وفكرية وسياسية، وغالباً ما تشكل تعارضا مع الواقع السياسي للأنظمة وتشكل تهديداً لها وللأمن والسلام في مجتمعاتها..

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية