كثيراً ما حاولت ميليشيا الحوثيين الانقلابية وما تزال تحاول النيل من ثورة ٢٦ سبتمبر، مستخدمة شتى الوسائل والمراوغات التي تعتقد أنها ستمكنهم من ذلك، ولكن هيهات أن يتمكنوا من ثورة عظيمة ارتبطت بها كل مظاهر التغيير الأكثر أثراً في تاريخ اليمن وتحوله من عصور الظلام والرجعية، إلى نور النهضة والتطوير والتحديث، وفتح الآفاق الواسعة للمستقبل، الذي تنم عنه تمظهرات الحاضر واعتمالاته المختلفة، وفي مختلف المستويات والأوجه التي تتطلبها حياة البشرية اليوم وغداً..
ثورة عظيمة في معناها وفي فعلها وتحولات ما بعدها، لأنها كانت في مقام الحاجة الماسة للشعب، الذي عانى المرارات تحت جور وظلام الإمامية البائدة.. ثورة ملأت الآفاق وانعكست آثارها على كل اليمنيين وعلى تفاصيل حياتهم لعقود من الزمن، لتصبح جزءا لا يتجزأ منهم ومن هويتهم.. ولذلك فإنه من المستحيل أن يطويها نسيان أو ينال منها تهميش، مهما كانت القوة التي تقف وراء النسيان والتهميش، فما بالك بتصرفات جماعة تافهة عارضة، ساعدتها ظروف الفوضى على أن تجد لها مكانا مؤقتا في مجريات الواقع..!!
وعلى العكس من الأهداف الخبيثة لجماعة الإرهاب والانقلاب الحوثية، فكلما حاولوا طمس علامة أو أثر من علامات وآثار هذه الثورة المجيدة، وجدوا أنفسهم يخدمونها ويعززون حبها والإيمان بها لدى عامة الشعب، بل وكثيرا ما تصل إليهم رسالة قوية، فحواها أن ثورة سبتمبر العظيمة خط أحمر لا يمكن تجاوزه أو حتى المساس به والاقتراب منه.. وسرعان ما يدركون أن كل اليمنيين سبتمبريو الهوى والإيمان، بما في ذلك الأجيال التي وجدت وولدت لاحقة لهذا الحدث العظيم ولم تشهده..!!
ومن هذا المنطلق، نؤمن اليوم كما آمنا وآمن آباؤنا وأجدانا بالأمس وسنؤمن نحن وأبناؤنا وأحفادنا في كل مستقبل لنا، أن الأثر السبتمبري ما يزال وسيدوم، ليس ذا حضور وحسب، وإنما ذو قوة أبدية إن لم تكن أزلية التكوين في نفوس أبناء اليمن.. ثورة تشعر إزاءها وكأن اليمن لم يوجد أو يولد قبلها قط..!! وعليه فإن حدثاً يُحدث هذا الأثر الوجودي في نفوس وثقافة البشر لا يمكن أن يكون عرضة للاهتزاز أو التأثر بأية عوامل سلبية، سواء أكانت عرضية أو مفتعلة، فما بالنا أن يكون عرضة للتلاشي من الذاكرة كما يطمح الفاشلون..!!