الضربات الإسرائيلية تسلط الضوء على الدور الحيوي لميناء الحديدة

تقع الحديدة على ساحل البحر الأحمر في اليمن، وهي أكثر من مجرد بوابة للبضائع، والميناء الذي تعرض لقصف عنيف وتوقف عن العمل يوم السبت بسبب ضربات جوية إسرائيلية هو شريان حياة لبلد يعاني من الحرب والاضطرابات الاقتصادية وواحدة من أشد الأزمات الإنسانية في العالم.

وباعتبارها الميناء الرئيسي في اليمن، كانت الحديدة مهمة لبقاء ملايين المواطنين، مما يجعلها نقطة محورية للجهود الإنسانية والصراع العسكري.

فحتى قبل الحرب، كانت المدينة تتولى معظم الواردات في بلد يستورد 90 في المئة من الأغذية، غير أنه بعد سيطرة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران على الحديدة، اتهمت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا منذ فترة طويلة حركة التمرد الحوثية بالسيطرة على توزيع الإمدادات من الميناء، والتحكم بقائمة المستفيدين من المساعدات الأجنبية.

كان أحد عناصر الخلاف الرئيسة في الصراع اليمني هو القيود المفروضة على استيراد الوقود والسلع الإنسانية إلى اليمن، حيث يقف ملايين الأشخاص على شفا المجاعة.

قتلت الطائرات الحربية الإسرائيلية ثلاثة أشخاص في ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون يوم السبت، الذي أتى في أعقاب هجوم مميت بطائرة مسيرة للجماعة في تل أبيب، وكانت الضربات على الميناء الحيوي، التي تسببت في اندلاع حريق مستعر وأعمدة من الدخان الأسود، هي الأولى من نوعها من قبل إسرائيل في اليمن، الواقعة على بعد حوالي 2000 كيلومتر من اليمن.

شريان الحياة الاقتصادي في اليمن

وتؤكد أهمية الحديدة الاستراتيجية من خلال موقعها على الطرق البحرية الرئيسية التي تربط أوروبا والشرق الأوسط وآسيا. وتعني السيطرة على الميناء الحصول على تأثير كبير على حركة المرور البحرية في البحر الأحمر ، مما يؤثر على طرق الشحن العالمية. بالنسبة لليمن، تعد الحديدة نقطة دخول حيوية للسلع الضرورية لكل من الاقتصاد المحلي والتجارة الإقليمية.

من الناحية الاقتصادية، دعمت الحديدة أيضا الكثير من النشاط التجاري في اليمن، ويولد الميناء إيرادات كبيرة من خلال التعريفات الجمركية والرسوم الجمركية، وهو أمر بالغ الأهمية للحالة المالية الهشة للبلاد.

وقد دعمت هذه التدفقات تاريخيا الوظائف الحكومية والخدمات العامة، وهي ضرورية للحفاظ على ما يشبه الاستقرار في دولة مزقتها الصراعات.

من لديه السيطرة؟

منذ اندلاع الحرب الأهلية اليمنية في عام 2015 ، كانت السيطرة على ميناء الحديدة موضع نزاع شرس، وهي حاليا تحت سيطرة المتمردين الحوثيين، الذين استولوا عليها من قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في وقت مبكر من الصراع.

وقد وفر ذلك للحوثيين نفوذا كبيرا، مما سمح لهم بتنظيم تدفق السلع والموارد إلى اليمن.

ويسيطر الحوثيون المدعومون من إيران على كل من مينائي الحديدة والصليف على البحر الأحمر.

وقال التحالف الذي تقوده السعودية إن الحوثيين يستخدمون الموانئ كنقاط انطلاق للعمليات العسكرية. 

جرى توقيع اتفاق سلام من قبل الأطراف المتحاربة في اليمن في ستوكهولم في عام 2018 ، بهدف الحفاظ على تشغيل الموانئ، ومع ذلك، فإن الوصول الجوي والبحري إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون يخضع لسيطرة التحالف، الذي تدخل بناء على طلب الحكومة في عام 2015 بعد أن أطاح بها المتمردون.

تعرض الميناء للهجوم عدة مرات، مما تسبب بأضرار كبيرة وتعطيل العمليات، وتدمير البنية التحتية وتأخير تسليم المساعدات والسلع التجارية التي تشتد الحاجة إليها، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.

وفي أوائل الشهر الماضي، نفذت القوات الأمريكية والبريطانية غارات جوية مشتركة على مطار الحديدة، وشن هجوم آخر على ميناء الصليف إلى الواقع إلى الشمال، ردا على استهداف الحوثيين لسفن الشحن في البحر الأحمر.

وهدد المتمردون لأول مرة بمهاجمة السفن الإسرائيلية في أكتوبر الماضي. وفي الشهر التالي، سيطرت الجماعة على سفينة تديرها اليابان بالقرب من الحديدة، واحتجزت أفراد الطاقم كرهائن.

وجود الأمم المتحدة

كان للأمم المتحدة وجود كبير في الحديدة، حيث ركزت في المقام الأول على مراقبة وتسهيل اتفاقيات السلام وتقديم المساعدة الإنسانية.

أنشئت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة أونمها (UNMHA) في ديسمبر 2018 لدعم اتفاق ستوكهولم الأوسع بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين.

تعمل وكالات الأمم المتحدة المختلفة في الحديدة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الماسة التي تفاقمت بسبب النزاع.

وتشمل الوكالات الرئيسية المعنية برنامج الأغذية العالمي، واليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.