محلي

العواصف الاقليمية والدولية في زمن الرئيس الصالح

اليمن اليوم - خاص:

|
10:46 2024/07/18
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لم تكن حقبة الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح خلال قيادته للبلد مجرد محطة عابرة في تاريخ اليمن الحديث مرت مرور الكرام، بل كانت زمنا استثنائيا حافلا بالتحديات والعواصف، والتحولات الكبرى التي نقشت اسمه في سجلات التاريخ كزعيم استثنائي..

يجمع المراقبون للشأن اليمني أن حقبة الرئيس الصالح لم تكن صفحة عادية في حسابات التاريخ، بل كانت ميلادا جديدا ليمن كبير خرج من فوضى الاضطرابات شمالا وجنوبا، وعذابات التشطير والحروب الحدودية، ودوامة الصراعات الداخلية، ومتوالية الانقلابات الدموية، لينتقل الى مرافئ الامن والاستقرار والتعايش والحوار، وإنهاء ماتبقى من موروث امامي متخلف اثقل الجمهوريات المتعاقبة، والوثوب الى عصر التنمية والحياة الجديدة بكل تجلياتها.. غير ان نجاحات الرجل لم تتوقف عند هذا الحد، بل كان أحد ابرز منجزات صالح هو القدرة على تجاوز العواصف الاقليمية والدولية، وتجنيب اليمن تداعياتها المدمرة.

فاذا كانت نهاية السبعينات وبداية الثمانينات قد تكشفت عن شخصية قيادية محنكة تميزت بالحكمة والدهاء والذكاء في إدارة الأزمات واحتواء العواصف المحلية ومداواة الجروح، فقد مثلت حقبة التسعينيات أهم الأعوام في تاريخ اليمن الحديث، حيث تحقق فيها منجز الوحدة عام90- الحلم الذي راود مخيلة اليمنيين لعصور طويلة ومثلت انتصارا عروبيا على طريق حلم الوحدة العربية، وتأسيس مجلس التعاون العربي الذي ضم اليمنَ والعراق ومصر والاردن، ومثّل هو الآخر نقطة ضوء متوهجة في عتمة الشتات العربي، فضلا عن انهاء اعقد الملفات الحدودية الشائكة بين اليمن وعمان- واليمن والسعودية.

إلا ان الأقدار لم تترك لليمنيين فرصة الفرح بما تحقق لهم، إذ لم يكد يمر عام على الوحدة اليمنية ومجلس التعاون العربي حتى اشتعلت الحرب الخليجية الثانية بين العراق والكويت، وماأعقبها من حرب دولية مدمرة وتداعيات كارثية على اليمن والمنطقة سياسيا واقتصاديا، وعودة مليونين من المغتربين الى اليمن، وتوقف الدعم الخليجي والدولي عن اليمن، مرورا بحرب صيف94 الانفصالية المؤسفة، ثم احتلال جزر حنيش من قِبل اريتريا، التي استغلت انشغال اليمنيين بحرب الوحدة، تلاها ظهور تنظيم القاعدة الارهابي الذي اقحم البلد في حرب دولية لمكافحة الارهاب لا ناقة لليمن فيها ولا جمل، ثم مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية التي ظل يدفع ثمنها باهظا، ليبدوَ حينها ان الرئيس الصالح يمر فوق الاشواك ويرقّص الثعابين كمروّض افاعي ماهر.

 ففي وسط كل هذه التحديات المتكالبة نجح في تجاوز العواصف وتمكن من العبور باليمن الى بر الأمان.

 ورغم ضراوة العواقب والأثمان التي دفعها إلا أن صالح سرعان ما اعاد لليمن توازنه واستعاد صلاته بمحيطه الاقليمي وعلاقاته الدولية دون ان تهزه ريح، ليواصل مشوار البناء والتنمية وترسيخ مداميك الديمقراطية، حتى تبوأ اليمن في عهده مكانة دولية مرموقة جعلته افضل بلدان الديمقراطيات الناشئة، بفضل انتهاجه سياسة خارجية متوازنة مع مختلف القوى الدولية، اساسها الحياد والانفتاح على العالم كله، دون ان يتخلى عن مواقفه القومية الثابتة، وعلى رأسها دعم الشعب الفلسطيني في مقاومة المحتل الغاصب واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية