محلي

17 يوليو .. يوم لبى المقدم علي عبدالله صالح نداء الوطن

اليمن اليوم - خاص:

|
04:00 2024/07/17
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

في صباح تفاؤلي كانت أنظار الجماهير اليمنية التي استوطنها الخوف واستحوذ عليها اليأس والقنوط والشعور باستحالة التغيير تتطلع بقلق إلى قاعة صغيرة تراقب عقارب الزمن بانتظار اللحظة التاريخية التي يتحدد من خلالها شكل ومضمون حاضرها ومعالم طريقها نحو المستقبل.

السابع عشر من يوليو 1978 تم انتخاب المقدم علي عبدالله صالح كرئيس للجمهورية وقائد عام للقوات المسلحة من قبل مجلس الشعب التأسيسي ليبدأ مشواره السياسي بنهج ديمقراطي والذي كان يوما مهماً في تاريخ اليمن المعاصر بعد دخول البلد في مسار مجهول وبات كرسي الرئاسة متحركا على نار متقدة عقب اغتيال رئيسين في عامين هما إبراهيم الحمدي في  11 أكتوبر 1977 وأحمد الغشمي في 24 يونيو 1978 .

 وعلى إثر ذلك لبى الفدائي المقدم علي عبدالله صالح نداء الوطن والواجب وحمل كفنه على كتفه في وقت ما تزال النار خامدة تحت الرماد ومنصب القيادة أصبح طُعماً للوصول السريع إلى الموت جراء صراع الإرادات والتوجهات التي عصفت باليمن الجمهوري آنذاك

بدأ الرئيس صالح الابحار بسفينة الوطن وسط أمواج متلاطمة وعاتية لتتبدد المخاوف وتتجاوز تلك الأمواج ومضت بثقة صوب بر الأمان .. ولا ريب بأن مسيرة الزعيم الصالح منذ الخطوة الأولى للقسم الدستوري كانت محفوفة بالمخاطر وكل الاحتمالات المفتوحة إلاّ أن استعداده كان أقوى وأعظم لخوض المعترك بكل احتمالاته ومخاطره وبكل أجوائه المكهربة ..

وبحسب مراقبين فإن الـ 17 من يوليو لم يكن يوماً عادياً بل كان حدثاً تاريخياً ووطنياً مهماً وشكل علامة فارقة لمراحل البناء والديمقراطية والتعايش والاستقرار والسلام في اليمن ومولد يمن جديد صنعه الرئيس صالح ليرسخ لمواطنيه أبجديات الديمقراطية والسير بهم في دروبها الوعرة وعرف اليمانيون في عهده قيمة ومعنی الصوت الانتخابي سواءً في الانتخابات الرئاسية أوالبرلمانية أوالمحلية ..

الرئيس صالح ورغم كل المؤامرات التي كانت تحاك ضده إلا أنه استطاع اجتيازها واستطاع بسط نفوذ الدولة في كل المحافظات وإخماد حروب المناطق الوسطى وجمع كل القوى التي كانت تتصارع على السلطة تحت مظلة المؤتمر الشعبي العام والميثاق الوطني والاتجاه نحو التنمية لتتوج تلك المسيرة بلم شمل الأسرة اليمنية وإعادة تحقيق وحدة الوطن في الـ 22 من مايو 1990 ..

وكما بدأ الرئيس صالح مشواره السياسي وفقاً للنهج الديمقراطي أراد أن ينهي حياته في سدة الحكم ويغادر القصر الجمهوري بتداول سلمي للسلطة في خضم الظروف الاستثنائية التي عاشها الوطن بفعل نكبة 2011م من خلال انتخابات توافقية جرت في العام 2012 ..

ولم يأفل نجم الرئيس صالح عندما خرج من السلطة بل ظل لاعبا أساسيا ورقما قياسيا في المعادلة السياسية الصعبة بعد أن جسد تجربة ديمقراطية شهد لها البعيد قبل القريب حتى أصبحت واقعاً على الأرض سيخلد في ذاكرة الأجيال القادمة ..

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية