محلي

احتفالية الغدير الحوثية.. انتهازية سياسية بشعة لسرقة السلطة

اليمن اليوم - خاص:

|
11:18 2024/06/22
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

الاحتفال بعيد الغدير، أو يوم الولاية كما يسميها الايرانيون والحوثيون وشيعتهم، إحدى أقبح أنواع الانتهازيات السياسية المتوحشة والوصولية المقيتة التي تستخدمها الجماعات المتأسلمة للمتاجرة بالدين المحمدي والتسلق على دماء آل البيت النبوي؛ كسُلّم مؤقت للوصول إلى السلطة والاستئثار بها، طمعا في الثروة والنفوذ والهيلمان.

في الثامن عشر من ذي الحجة من كل عام يحتفل السلاليون الحوثيون ومن شايعهم بما يسمى يومَ الغدير، باعتباره اليومَ الذي يدّعون أن النبي الاعظم في اواخر ايامه حسم فيه الولاية من بعده ومنحها للإمام علي كرم الله وجهه؛ كما جاء في ما يسمى حديث الولاية، من كنت مولاه فعليٌ مولاه، ومن بعده اصبحت لورثته ولذريتهم المتناسلة الى ان تقوم الساعة حسب زعمهم؛ بمن فيهم الحوثيون، وبذلك أوجد السلاليون لأنفسهم مبررا انتهازيا لانتزاع السلطة ولو بحد السيف، في اكبر كذبة تاريخية يتسلقون بها على قَرابة النبي؛ طمعا في سلطة وثروة، ويشوهون دينا عظيما يأمر المسلمين بالشورى، واختيار حكامهم بالأغلبية لا بالغلبة!

تروي كتب التاريخ العديد من القصص المشابهة للانتهازية الحوثية.. فيوم ان اراد الامويون انتزاع الخلافة من الامام علي وولديه الحسن والحسين رفعوا قميص عثمان- الخليفة القتيل حينها- مطالبين بالانتقام من قتلته، ليستقطبوا قريشاً ومعظم الصحابة لصفهم، وبعد مقتل علي وسيطرة الامويين أزاحوا جميع الصحابة من طريقهم وحولوا الخلافة الى مُلك وراثي عضوض امتد لمئة عام.. وعلى نهجهم رفع العباسيون شعار الثأر لدم الحسين والانتقام مِن قتلته الأمويين بعد مأساة كربلاء، ليكسبوا الهاشميين والعلويين ويستقطبوا سيوفهم للقتال معهم.. وماان ابتلع العباسيون الخلافة حتى سحقوا شركاءهم العلويين وحولوها الى مُلك وراثي أسوأ؛ امتد ل500 عام.

وبذات النهج الانتهازي سار الإماميون الرسيون او من يسمون انفسهم الهاشمية، فما ان استعان بهم اليمنيون لإنهاء صراعاتهم الداخلية قبل الف عام حتى انقلب الدخلاء على اصحاب الأرض وازاحوا اليمنيين من طريقهم وحولوا اليمن الى مُلك وراثي ابشع امتد لقرون طويلة؛ كلها مآسي ودوامة حروب طحنت اليمنيين وشغلتهم عن النهوض ببلدهم وبناء الحضارات المعهودة عنهم، واورثتهم المصائب الى زمن الثورة العملاقة عام 1962.

وعلى نهج اسلافهم المتوحش نفذ الحوثيون انقلابهم عام2014 وخرجوا على الاجماع الوطني ليقحموا اليمن في حرب كارثية عز الخروج منها حتى اللحظة، متسلقين على ذات الشعار القديم وحديث مزعوم لم تعد الولاية فيه لعلي، بل من كنت مولاه فالحوثي مولاه، محتفلين بيوم كهذا لمبايعة الحوثيين فقط؛ باعتبارهم ورثتَه المزعومين.. يومٌ للمفاضلة العرقية يجمعون فيه حصاد خيبات إمامية فاضحة لم تورث لليمنيين شيئا سوى التخلف والفقر والمحن، كحالهم اليوم.. غير مبالين بما تعنيه مبايعتهم من استخفاف بعقول اليمنيين وامتهان لكرامتهم، وسلب حقهم في اختيار حكامهم، الأمر الذي يثير سخرية شعبية تهزأ من جماعة عصبوية جائعة تصر على المتاجرة بنبيها لأغراض دنيوية زائلة؛ طمعا في الملك والأُبهة والمزيد من الجبايات، ولسان حالها يقول: إذا لم تستحي فاصنع ماتشاء.. متناسية قول المصطفى ص: ليس منا من دعا الى عصبية!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية