منذ انقلابها المدمر تمضي العصابة الارهابية الحوثية في فضح نفسها بيدها، وإقرار اجراءات هزلية تكشف عن وجهها القبيح وتظهرها كجماعة منغلقة على ذاتها وجامدة في أصل تكوينها وغير قابلة للتغيير والتجديد حتى في داخل كيانها البدائي، وليس لها من مشروع وطني سوى التشبث بالسلطة، طمعا في المُلك والثروة والهيلمان، وابقاء مكونات الشعب اليمني ذليلة وخاضعة لسلالتها الحاكمة!
من جديد؛ عاودت العصابة الحوثية اعلانها المضحك عن التمديد للمدعو مهدي المشاط لفترة رئاسية جديدة لما يسمى المجلس السياسي الأعلى في مناطق جبروتها، وذلك للمرة العشرين منذ اغتيال الصماد عام2018، في اصرار فاضح على تشبثها بالسلطة ورفضها لأي تغيير، ومخالفتها للائحة المجلس الذي يُفترض ان رئاسته تخضع للتناوب، بحسب اتفاق شراكة اشترط تغيير الرئاسة دوريا كل ستة أشهر بين من تعتبرهم شركاءها.
ووفق مواقع حوثية افادت أن المجلس السياسي ناقش موضوع فترة رئاسة المشاط التي تنتهي في30 ذو الحجة حسب اللائحة الداخلية، وأقر استمراره حتى صدور قرار آخر!.. ما أثار سخرية شعبية واسعة؛ كون التمديد للمشاط يأتي في ظل مجلس وحكومة مشلولَين تستحوذ عليهما المليشيا، ووجود صُوري لقيادات ووزراء من احزاب اخرى لا قيمة لهم أمام تغول المشرفين الذين يمارسون سلطة تنفيذية اكبر من أي وزير غير حوثي.
وجاء التمديد لمشاط المليشيا بالتزامن مع حالة استنفار وانتشار مكثف لمسلحيها في شوارع صنعاء، بحسب مصادر محلية تحدثت عن تصاعد الخلافات بين قيادات الصف الاول للمليشيا. ما خلق حالة من القلق والتخبط في صفوفها، سيما في ظل تصاعد الغليان الشعبي جراء فشل إدارتها؛ وتسببها في التدهور الاقتصادي وانعدام الخدمات، ونهبها لرواتب الموظفين للعام التاسع رغم وعود المشاط بإطلاق المرتبات مع بداية العام الحالي؛ قبل ان يتراجع لاحقا عن وعوده، ماجعل المليشيا تكثف انتشار مسلحيها عقب التمديد له؛ تحسباً لأي احتجاجات شعبية.
مراقبون أكدوا ان التمديد المتكرر للمشاط يفضح جملة من الحقائق عن الوجه القبيح للعصابة الحوثية.. فمن ناحية يكشف عدم اكتراثها بأي شركاء، وافتقارها لقيادات مؤهلة ومقبولة شعبيا، لهذا يضطر الحوثي لإبقاء موظفِه المشاط وفرضه بالقوة؛ حتى لا تؤول الرئاسة لغير جماعته!
ومن ناحية اخرى يكشف هذا التمديد عن عودة الخلافات بين الاجنحة الحوثية المتصارعة التي لم تتفق على رئيس بديل؛ وترى نفسها أحق من المشاط الذي يتهمونه بالفشل الفاضح والارتهان لقيادات الميليشيا وحمايته للفساد الحوثي؛ وتراجعه عن إطلاق المرتبات، ووقوفه رسمياً وراء فضيحة المبيدات المسرطِنة.
كما يُتهم من المجتمع الدولي بوقوفه حجر عثرة امام جهود السلام ورفضه لاستعادة عافية البلد.. وبحسب مصادر مقربة فقد بلغت الخلافات ذروتها مع محاولة جناح محمد علي الحوثي ازاحة جناح المشاط واحمد حامد.. فضلا عن فشل عملية التغيير الجذري التي اعلنها حوثيُّ المليشيا العام الماضي، وتم تجميدها بسبب صراعات على النفوذ والإيرادات والجبايات المالية التي تُجنى يوميًا في مناطق الجبروت الحوثي..
كما ان التمديد للمشاط يكشف بوضوح عن شكل النظام السياسي الذي يريده الحوثي لليمن، على غرار نظام ولاية الفقيه الايراني الذي يجعل منه مرشدا أعلى ورئيسا للرئيس.. بيده القرار؛ وهو على كل شيء قدير!!