محلي

الجيش والمؤتمر الشعبي العام.. صماما الأمان اللذان لا يزالان يستهدفان - 1

وسام عبدالقوي

|
11:37 2024/04/28
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

من معطيات وتواليات ما حدث في اليمن خلال ما يقرب من أربعة عشر عاما مضت، والنسق الذي سارت عليه الأحداث، وتبدل أحوال القوى، سواء القوى المنظمة والتنظيمية أو العسكرية أو الشعبية.

 وبالنظر إلى المسارات والمصائر والنتائج، وإن كانت نتائج مائجة ومتحولة وغير ثابتة، بفعل فاعل قاصد ومتعمد، وبتخطيط بالغ في الدقة، لم يعد هناك من يستطيع اليوم التنكر لنظرية أو فكرة المؤامرة التي تعرض لها اليمن، وما يزال حتى اللحظة يتعرض لها، دون حتى أدنى أمل بظهور نية حقيقية لإيقاف دولاب الأزمة الذي يتدحرج بكل ضخامته، مطوِّحاً باليمن واليمنيين.. وكأن لا نهاية فعلية لهذا المنحدر المنهك..!!

وقد كان لا بد من تأسيس أو تمهيد لهذا المنقلب، تمثل في بضعة مظاهر أساسية، كان وما يزال أهمها إزاحة القوى التي يحتمل بل يفترض أن تشكل عائقاً، دون إحداث أزمة أو أزمات متوالية، بإمكانها الإطاحة بنمط الحياة المنتظم، وتحويل البلد إلى مسرح مفتوح للفوضى والفوضى المقابلة أو البديلة، ولتتوطن كل فوضى (منظمة) جزءاً من الجغرافيا الطبيعية والبشرية، وتفعيل وإثارة قضايا ذات حساسية، كان اللاعبون قد هيأوا لها منذ وقت سابق لموعد انطلاق مهرجان الفوضى، الذي ينظم برعايات دولية لها مشاريعها الإقليمية والدولية، التي لا تراعي بأي حال أو مستوى، مصالح اليمن واليمنيين..!!

ولتفعيل مثل هذا السيناريو المستهدف لأمن واستقرار البلد، كان لا بد من تفتيت أي قوى متماسكة بإمكانها أن تشكل مانعاً، أو حتى حجر عثرة أمام سريان وصيرورة ذلك المشروع المدمر.. وقد كان في الظاهر وعلى أرض الواقع بضع قوى وطنية جامعة ومانعة، يأتي في مقدمتها من حيث الأهمية والتماسك وقوة التأثير، قوتان رئيسيتان، الأولى عسكرية ومتمثلة في القوات المسلحة والأمن، والتي كانت قد وصلت لمستوى عال من حيث الإعداد والعتاد، في دولة النظام والقانون التي كانت قائمة، علماً أن أية دولة تريد القيام على النظام والقانون، لا بد لها من قوة عسكرية، لا تحميها وحسب وإنما تحمي المواطن والوطن عموماً ومكتسباتهما..

وقد استهدفت هذه القوة، منذ الخطوات التمهيدية الأولى لهذه الفوضى التي لا نزال نعيشها وسنستمر لزمن غير قصير نعاني منها ومن آثارها المصاحبة والتالية.. وبدعوى تلافي الحال والوضع الأسوأ، والذي أصبحت الفوضى فيما بعد تصرخ من أحشائه وتعلن عن تهديدات ما نعيشه اليوم، استهدفت المبادرات مؤسسات الجيش والأمن وتعمدت تفتيت أوصالها وتشظيتها وتقسيمها على أساسات وأفكار مناطقية وحزبية وولائية مدمرة، بل ومضمونة التدمير والتفكيك، وتشتيت الهدف السامي العام لهذه المؤسسات إلى أهداف ذات حسابات ومصالح إثنية متناقضة، يمكن أن تصل بتلك القوى إلى مرحلة التواجه والتناحر بنسبة ضمان كبيرة..!!

وفي الحلقة القادمة سنتوقف عند استهداف المؤتمر.. أسبابه وكيفياته وأثر ذلك الاستهداف فيما صارت إليه الأوضاع في اليمن

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية