محلي

أولو قوة وأولو بأس عظيم

جميل العمراني

|
03:07 2024/04/11
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

فيما نكاد نجزم كيمنيين بأننا الأكثر مأساة وبؤساً في سكان المعمورة، نحاول التظاهر بالفرحة والاحتفاء وعيش المناسبات كما يعيشها الآخرون، وهذا برأيي واحد من أقوى مظاهر وأشكال المقاومة، مقاومة الظروف والأحداث والسلطات الباغية، وقبل كل ذلك مقاومة النفس والحاجات الحياتية الماسة، وركيزة أساسية من ركائز حماية الذات من الانكسار والوقوع في شرك الهزيمة..

إن خيانة النفس والمبادئ الخاصة، والتخلي عن أسباب الحياة وإن كانت في حدودها الدنيا، هي مسالك ومفاتيح للخيانات العامة الأخرى، والتي تبدو لنا في مسارات الحياة وظروفها بشعة وغير مقبولة.. ونحن كيمنيين كلما أوشكت أقدامنا وإراداتنا أن ترتع أو تركع، تذكرنا أن وقوعنا سيكون أبشع مما نحن فيه الآن من سوء يعتقد ألا مزيد عليه..

ندرك ذلك أكثر من إدراكنا ضرورة الاستمرار في الحياة، ولذلك نجد أنفسنا وقد أحنتنا ظروفنا إلى الحد الذي لارجوع منه، نستدرك حالنا، فننهض ونستطيع مجدداً رفع راية المقاومة، وهكذا دأبنا على المضي في حياتنا منذ أكثر من عقد من الزمن، نصارع الظروف القاسية، ولا نقبل إلا النتصار عليها، أو في أسوأ حال مسايرتها والخروج معها بنتيجة متعادلة..

وعزاؤنا في كل ذلك، وما يجعلنا أكثر حرصاً وتشبثاً بفعل المقاومة حتى الرمق الأخير، أننا ندرك ويشهد لنا، أن لا أحد من الشعوب الأخرى لديه ما لدينا من بأس وقوة، ندرك حقاً، وبدون أي قدر من المبالغة، أن وصف بأننا أولو قوة ووأولو بأس شديد، لا يكاد ينطبق على غيرنا من شعوب العالم، وأن الحكمة، وإن ضلت عنا في منحنى أو عثرة ما، شأن ملازم لطبيعتنا وتركيبتنا البشرية، لا يمكنه أن ينأى بعيداً وطويلاً عنا..

لا ننكر أننا وقعنا تحت سطوة قوى سياسية، ولا نغفل أن تلك القوى المارقة والشاذة لا تأبه بتلك الصفات والقيم الأزلية التي وجدت فينا قبل أن نكون، بل وتحاول بكثير من الحقد والانتقام تجريدنا منها، ولكن هيهات منا أن تقع منا راية المقاومة والصمود، والأمل جديداً ومتجدداً في الانتصار على العالم بأسره، فما بالنا بشراذم من القوى الطامعة التي تعيش معنا زمنها العارض والمؤقت..

ندرك جيداً وبكثير من التيقن المطلق، أننا نواجه قوى تعتقد أنها مطلقة التمكن في المنطقة والعالم، وأن الأمر لو كان مرتبطاً فقط بمليشيا الحوثي الانقلابية أو من يصور للعالم أنه يقف وراءها أو بغيرها من القوى إقليمياً، لما كنا وصلنا إلى هذا الحد من الوجع والمعاناة والتعب، ولكان اليمنيون، قد علقوا هؤلاء الانقلابيين والإرهابيين على سنان رماحهم، ورووا من أعناقهم سيوفهم اليمانية الشهيرة بشدتها ومضيها.. ولكن ندرك كما يدرك العارفون، أننا نتعرض لمؤامرة دولية كبيرة، كانت معالمها ظاهرة منذ البداية للنخبة، ثم بدأت مع مرور الزمن تلوح وتتضح للعامة أيضاً..

وبالرغم من كل من يحاك ويبرم لنا، ومما وصلنا إليه من ضرر فادح وخسائر مؤلمة، ومن ضخامة من نعرف أنهم وراء ما يحدث لنا ولوطننا، إلا أن الصعاب والامتحانات التي مررنا بها، تؤكد على أننا فعلاً أكثر قوة وأشد بأساً، مما كان يعتقده المتآمرون.. وأن عزيمتنا وبأسنا وصبرنا كائنات قد تمرض وتعيا، نتيجة للمؤثرات الخارجية المفتعلة، ولكنها أبداً أبداً لا تموت..

مرت أعياد وقد تمر مناسبات ونحن ما نزال نتنفس تحت كل هذا الضيم، وسنظل نقاوم بكل ما أوتينا من قوة وبأس، وإن لم يكن إلا لكي لا يشعر أعداؤنا أننا أحنينا أعناقنا لهزيمة ما.. سنظل كيمنيين أولي قوة وأولي بأس عظيم، وسنضغط على جراحنا وإن رش عليها كثير من ملح التآمر، لتظل راية اليمن خفاقة في أعالي المجد، وستتوالى أفراحنا وأعيادنا حتى وإن كره الكارهون.. فكل عام ونحن ويمننا العظيم في عزة وإباء.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية